responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 101

فالتقاه السلطان ألب أرسلان في جيشه و هم قريب من عشرين ألفا، بمكان يقال له الزهوة، في يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي القعدة، و خاف السلطان من كثرة جند ملك الروم، فأشار عليه الفقيه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري بأن يكون وقت الوقعة يوم الجمعة بعد الزوال حين يكون الخطباء يدعون للمجاهدين، فلما كان ذلك الوقت و تواقف الفريقان و تواجه الفتيان، نزل السلطان عن فرسه و سجد للَّه عز و جل، و مرغ وجهه في التراب و دعا اللَّه و استنصره، فأنزل نصره على المسلمين، و منحهم أكتافهم فقتلوا منهم خلقا كثيرا، و أسر ملكهم أرمانوس، أسره غلام رومي، فلما أوقف بين يدي الملك ألب أرسلان ضربه بيده ثلاث مقارع و قال: لو كنت أنا الأسير بين يديك ما كنت تفعل؟

قال: كل قبيح، قال: فما ظنك بى؟ فقال: إما أن تقتل و تشهرني في بلادك، و إما أن تعفو و تأخذ الفداء و تعيدني. قال: ما عزمت على غير العفو و الفداء. فافتدى نفسه منه بألف ألف دينار و خمسمائة ألف دينار. فقام بين يدي الملك و سقاه شربة من ماء و قبل الأرض بين يديه، و قبل الأرض إلى جهة الخليفة إجلالا و إكراما، و أطلق له الملك عشرة آلاف دينار ليتجهز بها، و أطلق معه جماعة من البطارقة و شيعه فرسخا، و أرسل معه جيشا يحفظونه إلى بلاده، و معهم راية مكتوب عليها لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، فلما انتهى إلى بلاده وجد الروم قد ملّكوا عليهم غيره، فأرسل إلى السلطان يعتذر إليه، و بعث من الذهب و الجواهر ما يقارب ثلاثمائة ألف دينار، و تزهد و لبس الصوف ثم استغاث بملك الأرمن فأخذه و كحله و أرسله إلى السلطان يتقرب إليه بذلك.

و فيها خطب محمود بن مرداس للقائم و للسلطان ألب أرسلان، فبعث إليه الخليفة بالخلع و الهدايا و التحف، و العهد مع طراد. و فيها حج بالناس أبو الغنائم العلويّ، و خطب بمكة للقائم، و قطعت خطبة المصريين منها، و كان يخطب لهم فيها من نحو مائة سنة، فانقطع ذلك.

و فيها توفى من الأعيان.

أحمد بن على‌

ابن ثابت بن أحمد بن مهدي، أبو بكر الخطيب البغدادي، أحد مشاهير الحفاظ، و صاحب تاريخ بغداد و غيره من المصنفات العديدة المفيدة، نحو من ستين مصنفا، و يقال بل مائة مصنف.

فاللَّه أعلم. ولد سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة، و قيل سنة ثنتين و تسعين، و أول سماعه سنة ثلاث و أربعمائة، و نشأ ببغداد، و تفقه على أبى طالب الطبري و غيره من أصحاب الشيخ أبى حامد الأسفراييني، و سمع الحديث الكثير، و رحل إلى البصرة و نيسابور و أصبهان و همذان و الشام و الحجاز، و سمى الخطيب لأنه كان يخطب بدرب ريحان، و سمع بمكة على القاضي أبى عبد اللَّه محمد بن سلامة القضاعي، و قرأ صحيح البخاري على كريمة بنت أحمد في خمسة أيام، و رجع إلى بغداد و حظي عند الوزير أبى القاسم بن مسلمة، و لما ادعى اليهود الخيابرة أن معهم كتابا نبويا فيه إسقاط الجزية

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست