نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 100
و فيها توفى من الأعيان
و المشاهير.
الحسن بن على
ابن محمد أبو الجوائز الواسطي، سكن بغداد دهرا طويلا، و كان شاعرا أديبا ظريفا، ولد سنة ثنتين و خمسين و ثلاثمائة، و مات في هذه السنة عن مائة و عشر سنين. و من مستجاد شعره قوله
وا حسرتى من قولها* * * قد خان عهدي و لها
و حق من صيرني* * * وقفا عليها و لها
ما خطرت بخاطري* * * إلا كستنى و لها
محمد بن أحمد بن سهل
المعروف بابن بشران النحويّ الواسطي، ولد سنة ثمانين و ثلاثمائة، و كان عالما بالأدب، و انتهت إليه الرحلة في اللغة، و له شعر حسن، فمنه قوله:
يا شائدا للقصور مهلا* * * أقصر فقصر الفتى الممات
لم يجتمع شمل أهل قصر* * * إلا قصاراهم الشتات
و إنما العيش مثل ظل* * * منتقل ما له ثبات
و قوله
ودعتهم و لي الدنيا مودعة* * * و رحت ما لي سوى ذكراهم وطر
و قلت يا لذتي بيني لبينهم* * * كأن صفو حياتي بعدهم كدر
لو لا تعلل قلبي بالرجاء لهم* * * ألفيته إن حدوا بالعيس ينفطر
يا ليت عيسهم يوم النوى نحرت* * * أوليتها للضوارى بالفلا جزر
يا ساعة البين أنت الساعة اقتربت* * * يالوعة البين أنت النار تستعر
و قوله
طلبت صديقا في البرية كلها* * * فأعيا طلابى أن أصيب صديقا
بلى من سمى بالصديق مجازه* * * و لم يك في معنى الوداد صدوقا
فطلقت ود العالمين ثلاثة* * * و أصبحت من أسر الحفاظ طليقا
و فيها أقبل ملك الروم أرمانوس في جحافل أمثال الجبال من الروم و الكرخ و الفرنج، و عدد عظيم و عدد، و معه خمسة و ثلاثون ألفا من البطارقة، مع كل بطريق مائتا ألف فارس، و معه من الفرنج خمسة و ثلاثون ألفا، و من الغزاة الذين يسكنون القسطنطينية خمسة عشر ألفا، و معه مائة ألف نقاب و حفار، و ألف روزجاري، و معه أربعمائة عجلة تحمل النعال و المسامير، و ألفا عجلة تحمل السلاح و السروج و الغرادات و المناجيق، منها منجنيق عدة ألف و مائتا رحل، و من عزمه قبحه اللَّه أن يبيد الإسلام و أهله، و قد أقطع بطارقته البلاد حتى بغداد، و استوصى نائبها بالخليفة خيرا، فقال له: ارفق بذلك الشيخ فإنه صاحبنا، ثم إذا استوثقت ممالك العراق و خراسان لهم مالوا على الشام و أهله ميلة واحدة، فاستعادوه من أيدي المسلمين، و القدر يقول (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 100