responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 98

الأمراء في نقل القصر الأبيض من المدائن إلى بغداد لأجل قصر الامارة بها، فقالوا: لا تفعل فإنه آية في العالم، و فيه مصلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب. فخالفهم و نقل منه شيئا كثيرا فلم يف ما تحصل منه بأجرة ما يصرف في حمله فتركه، و نقل أبواب قصر واسط إلى أبواب قصر الامارة ببغداد. و قد كان الحجاج نقل حجارته من مدينة هناك كانت من بناء سليمان بن داود، و كانت الجن قد عملت تلك الأبواب، و هي حجارة هائلة. و قد كانت الأسواق و ضجيجها تسمع من قصر الامارة، فكانت أصوات الباعة و هوسات الأسواق تسمع منه، فعاب ذلك بعض بطارقة النصارى ممن قدم في بعض الرسائل من الروم، فأمر المنصور بنقل الأسواق من هناك إلى موضع آخر، و أمر بتوسعة الطرقات أربعين ذراعا في أربعين ذراعا، و من بنى في شي‌ء من ذلك هدم.

قال ابن جرير: و ذكر عن عيسى بن المنصور أنه قال: وجدت في خزائن المنصور في الكتب أنه أنفق على بناء مدينة السلام و مسجدها الجامع و قصر الذهب بها و الأسواق و غير ذلك، أربعة آلاف ألف و ثمانمائة ألف و ثلاثة و ثمانين ألف درهم، و كان أجرة الأستاذ من البناءين كل يوم قيراط فضة، و أجرة الصانع من الحبتين إلى الثلاثة. قال الخطيب البغدادي: و قد رأيت ذلك في بعض الكتب، و حكى عن بعضهم أنه قال: أنفق عليه ثمانية عشر ألف ألف فاللَّه أعلم.

و ذكر ابن جرير أن المنصور ناقص أحد المهندسين الّذي بنى له بيتا حسنا في قصر الامارة فنقصه درهما عما ساومه، و أنه حاسب بعض المستحثين على الّذي كان عنده ففضل عنده خمسة عشر درهما فحبسه حتى جاء بها و أحضرها و كان شحيحا. قال الخطيب: و بناها مدورة، و لا يعرف في أقطار الأرض مدينة مدورة سواها، و وضع أساسها في وقت اختاره له نوبخت المنجم. ثم ذكر عن بعض المنجمين قال قال لي المنصور لما فرغ من بناء بغداد: خذ الطالع لها، فنظرت في طالعها- و كان المشترى في القوس- فأخبرته بما تدل عليه النجوم، من طول زمانها، و كثرة عمارتها، و انصباب الدنيا إليها و فقر الناس إلى ما فيها. قال: ثم قلت له: و أبشرك يا أمير المؤمنين أنه لا يموت فيها أحد من الخلفاء أبدا. قال: فرأيته يبتسم ثم قال: الحمد للَّه ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء و اللَّه ذو الفضل العظيم. و ذكر عن بعض الشعراء أنه قال في ذلك شعرا منه:

قضى ربها أن لا يموت خليفة* * * بها إنه ما شاء في خلقه يقضى‌

و قد قرره على هذا الخطأ الخطيب و سلم ذلك و لم ينقضه بشي‌ء بل قرره مع اطلاعه و معرفته.

قال: و زعم بعض الناس أن الأمين قتل بدرب الأنبار منها فذكرت ذلك للقاضي أبى القاسم على بن حسن التنوخي فقال: محمد الأمين لم يقتل بالمدينة، و إنما كان قد نزل في سفينة إلى دجلة ليتنزه فقبض عليه في وسط دجلة و قتل هناك. ذكر ذلك الصولي و غيره.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست