responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 94

كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ‌. [و الأمر للَّه و ما شاء فعل و لو ساروا إلى الكوفة و بيتوا الجيش أو جعل جيشه كراديس لتم له الأمر مع تقدير اللَّه تعالى‌] [1].

و أقبل الجيشان فتصافوا في باخمرى و هي على ستة عشر فرسخا من الكوفة فاقتتلوا بها قتالا شديدا فانهزم حميد بن قحطبة بمن معه من المقدمة، فجعل عيسى يناشدهم اللَّه في الرجوع و الكرة فلا يلوى عليه أحد، و ثبت عيسى بن موسى في مائة رجل من أهله، فقيل له: لو تنحيت من مكانك هذا لئلا يحطمك جيش إبراهيم فقال: و اللَّه لا أزول منه حتى يفتح اللَّه لي أو أقبل هاهنا. و كان المنصور قد تقدم إليه بما أخبره به بعض المنجمين أن الناس يكون لهم جولة عن عيسى بن موسى ثم يقومون إليه و تكون العاقبة له، فاستمر المنهزمون ذاهبين فانتهوا إلى نهر بين جبلين فلم يمكنهم خوضه فكروا راجعين بأجمعهم، و كان أول راجع حميد بن قحطبة الّذي كان أول من انهزم. ثم اجتلدوا هم و أصحاب إبراهيم فاقتتلوا قتالا شديدا، و قتل من كلا الفريقين خلق كثير، ثم انهزم أصحاب إبراهيم و ثبت هو في خمسمائة، و قيل في أربعمائة، و قيل في تسعين رجلا، و استظهر عيسى بن موسى و أصحابه، و قتل إبراهيم في جملة من قتل و اختلط رأسه مع رءوس أصحابه، فجعل حميد يأتى بالرءوس إلى عيسى بن موسى حتى عرفوا رأس إبراهيم فبعثوه مع البشير إلى المنصور، و كان نيبخت المنجم قد دخل على المنصور قبل مجي‌ء الرأس فأخبره أن إبراهيم مقتول فلم يصدقه، فقال:

يا أمير المؤمنين إن لم تصدقني فاحبسنى فان لم يكن الأمر كما ذكرت فاقتلني. فبينا هو عنده إذ جاء البشير بهزيمة جيش إبراهيم، و لما جي‌ء بالرأس تمثل المنصور ببيت معقر بن أوس بن حمار الباقي:

فألقت عصاها و استقر بها النوى‌* * * كما قرّ عينا بالإياب المسافر

و قيل إن المنصور لما رأى الرأس بكى حتى جعلت دموعه تسقط على الرأس و قال: و اللَّه لقد كنت لهذا كارها، و لكنك ابتليت بى و ابتليت بك. ثم أمر بالرأس فنصب بالسوق. و أقطع نيبخت المنجم الكذاب ألفى جريب.

[فهذا المنجم إن كان قد أصاب في قضية واحدة فقد أخطأ في أشياء كثيرة، فهم كذبه كفره و قد كان المنصور في ضلال مع منجمه هذا، و قد ورث الملوك اعتقاد أقوال المنجمين و ذلك ضلال لا يجوز] [2].

و ذكر صالح مولى المنصور قال: لما جي‌ء برأس إبراهيم جلس المنصور مجلسا عاما و جعل الناس يدخلون عليه فيهنئونه و ينالون من إبراهيم و يقبحون الكلام فيه ابتغاء مرضاة المنصور، و المنصور ساكت متغير اللون لا يتكلم، حتى دخل جعفر بن حنظلة البهراني فوقف فسلم ثم قال: أعظم اللَّه‌


[1]، (2) سقط من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست