responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 92

العجليّ قد هم بالوثوب بالكوفة فلم يمكنه ذلك لمكان المنصور بها، و جعل الناس يقصدون البصرة من كل فج لمبايعة إبراهيم، و يفدون إليها جماعات و فرادى، و جعل المنصور يرصد لهم المسالح فيقتلونهم في الطريق و يأتونه برءوسهم فيصلبها بالكوفة ليتعظ بها الناس. و أرسل المنصور إلى حرب الراونديّ و كان مرابطا بالجزيرة في ألفى فارس لقتال الخوارج- يستدعيه إليه إلى الكوفة، فأقبل بمن معه فاجتاز ببلدة بها أنصار لإبراهيم فقالوا له: لا ندعك تجتاز، لأن المنصور إنما دعاك لقتال إبراهيم.

فقال: ويحكم! دعوني، فأبوا فقاتلهم فقتل منهم خمسمائة و أرسل برءوسهم إلى المنصور. فقال: هذا أول الفتح. و لما كانت ليلة الاثنين مستهل رمضان من هذه السنة، خرج إبراهيم في الليل إلى مقبرة بنى يشكر في بضعة عشر فارسا، و قدم في هذه الليلة أبو حماد الأبرص في ألفى فارس مددا لسفيان ابن معاوية، فأنزلهم الأمير في القصر، و مال إبراهيم و أصحابه على دواب أولئك الجيش و أسلحتهم فأخذوها جميعا، فتقوّوا بها، فكان هذا أول ما أصاب. و ما أصبح الصباح إلا و قد استظهر جدا، فصلى بالناس صلاة الصبح في المسجد الجامع، و التف الخلائق عليه ما بين ناظر و ناصر، و تحصن سفيان بن معاوية نائب الخليفة بقصر الامارة و حبس عنده الجنود فحاصرهم إبراهيم، فطلب سفيان ابن معاوية من إبراهيم الأمان فأعطاه الأمان، و دخل إبراهيم قصر الامارة فبسطت له حصير ليجلس عليها في مقدم إيوان القصر، فهبت الريح فقلبت الحصير ظهرا لبطن، فتطير الناس بذلك، فقال إبراهيم: إنا لا نتطير. و جلس على ظهر الحصير، و أمر يحبس سفيان بن معاوية مقيدا و أراد بذلك براءة ساحته عند المنصور، و استحوذ على ما كان في بيت المال فإذا فيه ستمائة ألف، و قيل ألفا ألف. فقوى بذلك جدا.

و كان في البصرة جعفر و محمد ابنا سليمان بن على، و هما ابنا عم الخليفة المنصور، فركبا في ستمائة فارس إليه فهزمهما، و أركب إبراهيم المضاء بن القاسم في ثمانية عشر فارسا و ثلاثين راجلا فهزم ستمائة فارس كانت لهما. و آمن من بقي منهم، و بعث إبراهيم إلى أهل الأهواز فبايعوه و أطاعوه، و أرسل إلى نائبها مائتي فارس عليهم المغيرة فخرج إليه محمد بن الحصين نائب البلاد في أربعة آلاف فارس فهزمه المغيرة و استحوذ على البلاد، و بعث إبراهيم إلى بلاد فارس فأخذها، و كذلك واسط و المدائن و السواد، و استفحل أمره جدا، و لكن لما جاءه نعى أخيه محمد انكسر جدا، و صلى بالناس يوم العيد و هو مكسور. قال بعضهم: و اللَّه لقد رأيت الموت في وجهه و هو يخطب الناس فنعى إلى الناس أخاه محمدا، فازداد الناس حنقا على المنصور و أصبح فعسكر بالناس و استناب على البصرة نميلة و خلف ابنه حسنا معه.

و لما بلغ المنصور خبره تحير في أمره و جعل يتأسف على ما فرق من جنده في الممالك، و كان قد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست