responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 91

و التقى مع السودان فهزموه أيضا فلحقوه بالبقيع فألقى لهم رداءه يشغلهم فيه حتى نجا بنفسه و من اتبعه، فلحق ببطن نخل على ليلتين من المدينة، و وقع السودان على طعام للمنصور كان مخزونا في دار مروان قد قدم به في البحر فنهبوه و نهبوا ما للجند الذين بالمدينة من دقيق و سويق و غيره، و باعوا ذلك بأرخص ثمن. و ذهب الخبر إلى المنصور بما كان من أمر السودان، و خاف أهل المدينة من معرة ذلك، فاجتمعوا و خطبهم ابن أبى سبرة- و كان مسجونا- فصعد المنبر و في رجليه القيود، فحثهم على السمع و الطاعة للمنصور، و خوفهم شر ما صنعه مواليهم، فاتفق رأيهم على أن يكفوا مواليهم و يفرقوهم و يذهبوا إلى أميرهم فيردوه إلى عمله، ففعلوا ذلك، فسكن الأمر و هدأ الناس و انطفأت الشرور، و رجع عبد اللَّه بن الربيع إلى المدينة فقطع يد وثيق و أبى النار و يعقل و مسعر.

ذكر خروج إبراهيم بن عبد اللَّه بن حسن بالبصرة و كيفية مقتله‌

كان إبراهيم قد هرب إلى البصرة فنزل في بنى ضبيعة من أهل البصرة، في دار الحارث بن عيسى، و كان لا يرى بالنهار، و كان قدومه إليها بعد أن طاف بلادا كثيرة جدا، و جرت عليه و على أخيه خطوب شديدة هائلة، و انعقد أسباب هلاكهما في أوقات متعددة، ثم كان آخر ما استقر أمره بالبصرة في سنة ثلاث و أربعين و مائة، بعد منصرف الحجيج. و قيل إن قدومه إليها كان في مستهل رمضان سنة خمس و أربعين و مائة، بعثه أخوه إليها بعد ظهوره بالمدينة، قاله الواقدي. قال: و كان يدعو في السر إلى أخيه، فلما قتل أخوه أظهر الدعوة إلى نفسه في شوال من هذه السنة، و المشهور أنه قدمها في حياة أخيه و دعا إلى نفسه كما تقدم و اللَّه أعلم.

و لما قدم البصرة نزل عند يحيى بن زياد بن حسان النبطي، فاختفى عنده هذه المدة كلها، حتى ظهر في هذه السنة في دار أبى فروة، و كان أول من بايعه نميلة بن مرة، و عبد اللَّه بن سفيان، و عبد الواحد بن زياد، و عمر بن سلمة الهجيمي، و عبيد اللَّه بن يحيى بن حصين الرقاشيّ. و ندبوا الناس إليه فاستجاب له خلق كثير فتحول إلى دار أبى مروان في وسط البصرة، و استفحل أمره، و بايعه فئام من الناس، و تفاقم الخطب به، و بلغ خبره إلى المنصور فازداد غما إلى غمه بأخيه محمد، و ذلك لأنه ظهر قبل مقتل أخيه، و إنما كان سبب تعجيله الظهور كتاب أخيه إليه فامتثل أمره و دعا إلى نفسه، فانتظم أمره بالبصرة، و كان نائبها من جهة المنصور سفيان بن معاوية و كان ممالئا لإبراهيم هذا في الباطن، و يبلغه أخباره فلا يكترث بها، و يكذب من أخبره و يود أن يتضح أمر إبراهيم، و قد أمده المنصور بأميرين من أهل خراسان معهما ألفا فارس و راجل، فأنزلهما عنده ليتقوى بهما على محاربة إبراهيم، و تحول المنصور من بغداد- و كان قد شرع في عمارتها- إلى الكوفة، و جعل كلما اتهم رجلا من أهل الكوفة في أمر إبراهيم بعث إليه من يقتله في الليل في منزله، و كان الفرافصة

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست