responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 90

رأسه بين يديه: ما تقولون فيه؟ فنال منه أقوام و تكلموا فيه، فقال رجل: كذبتم و اللَّه! لقد كان صواما قواما، و لكنه خالف أمير المؤمنين و شق عصى المسلمين فقتلناه على ذلك. فسكتوا حينئذ.

و أما سيفه ذو الفقار فإنه صار إلى بنى العباس يتوارثونه حتى جربه بعضهم فضرب به كلبا فانقطع.

ذكره ابن جرير و غيره. و قد بلغ المنصور في غبون هذا الأمر أن محمدا فر من الحرب فقال: هذا لا يكون، فانا أهل بيت لا نفر.

و قال ابن جرير: حدثني عبد اللَّه بن راشد حدثني أبو الحجاج قال: إني لقائم على رأس المنصور و هو يسألنى عن مخرج محمد، إذ بلغه أن عيسى بن موسى قد انهزم و كان متكئا فجلس فضرب بقضيب معه مصلاه و قال: كلا و أين لعب صبياننا بها على المنابر و مشورة النساء؟ ما أنى لذلك بعد.

و بعث عيسى بن موسى بالبشارة إلى المنصور مع القاسم بن الحسن و بالرأس مع ابن أبى الكرام، و أمر بدفن الجثة فدفن بالبقيع، و أمر بأصحابه الذين قتلوا معه فصلبوا صفين ظاهر المدينة ثلاثة أيام ثم طرحوا على مقبرة اليهود عند سلع. ثم نقلوا إلى خندق هناك. و أخذ أموال بنى حسن كلها فسوغها له المنصور، و يقال إنه ردها بعد ذلك إليهم، حكاه ابن جرير. و نودي في أهل المدينة بالأمان فأصبح الناس في أسواقهم، و ترفع عيسى بن موسى في الجيش إلى الجرف من مطر أصاب الناس يوم قتل محمد، و جعل ينتاب المسجد من الجرف، و أقام بالمدينة إلى اليوم التاسع عشر من رمضان، ثم خرج منها قاصدا مكة و كان بها الحسن بن معاوية من جهة محمد، و كان محمد قد كتب إليه يقدم عليه، فلما خرج من مكة و كان ببعض الطريق تلقته الأخبار بقتل محمد، فاستمر فارا إلى البصرة إلى أخى محمد إبراهيم بن عبد اللَّه، الّذي كان قد خرج بها ثم قتل بعد أخيه في هذه السنة على ما سنذكره.

و لما جي‌ء المنصور برأس محمد بن عبد اللَّه بن حسن فوضع بين يديه أمر به فطيف به في طبق أبيض ثم طيف به في الأقاليم بعد ذلك، ثم شرع المنصور في استدعاء من خرج مع محمد من أشراف أهل المدينة، فمنهم من قتله و منهم من ضربه ضربا مبرحا، و منهم من عفا عنه. و لما توجه عيسى إلى مكة استناب على المدينة كثير بن حصين، فاستمر بها شهرا حتى بعث المنصور على نيابتها عبد اللَّه بن الربيع، فعاث جنده في المدينة فصاروا إذا اشتروا من الناس شيئا لا يعطونهم ثمنه، و إن طولبوا بذاك ضربوا المطالب و خوفوه بالقتل، فثار عليهم طائفة من السودان و اجتمعوا و نفخوا في بوق لهم فاجتمع على صوته كل أسود في المدينة، و حملوا عليهم حملة واحدة و هم ذاهبون إلى الجمعة، لسبع بقين من ذي الحجة من هذه السنة، و قيل لخمس بقين من شوال منها، فقتلوا من الجند طائفة كثيرة بالمزاريق و غيرها، و هرب الأمير عبد اللَّه بن الربيع و ترك صلاة الجمعة. و كان رءوس السودان: وثيق و يعقل و رمقة وحديا و عنقود، و مسعر، و أبو النار. فلما رجع عبد اللَّه بن الربيع ركب في جنوده‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست