responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 87

فساروا إليها، فلما بلغ أهلها قدومهم خرجوا إليهم في ألوف من المقاتلة، فقال لهم الحسين بن معاوية:

علام تقاتلون و قد مات أبو جعفر؟ فقال السري بن عبد اللَّه زعيم أهل مكة: إن بردة جاءتنا من أربع ليال و قد أرسلت إليه كتابا فأنا أنتظر جوابه إلى أربع، فان كان ما تقولون حقا سلمتكم البلد و عليّ مؤنة رجالكم و خيلكم. فامتنع الحسن بن معاوية من الانتظار و أبى إلا المناجزة، و حلف لا يبيت الليلة إلا بمكة، إلا أن يموت. و أرسل إلى السري أن ابرز من الحرم إلى الحل حتى لا تراق الدماء في الحرم. فلم يخرج، فتقدموا إليهم فصافّوهم فحمل عليه الحسن و أصحابه حملة واحدة فهزموهم و قتلوا منهم نحو سبعة، و دخلوا مكة. فلما أصبحوا خطب الحسن بن معاوية الناس و أغراهم بأبي جعفر، و دعاهم إلى محمد بن عبد اللَّه بن حسن المهدي.

ذكر خروج أخيه إبراهيم بن عبد اللَّه بن حسن‌

و ظهر بالبصرة أيضا إبراهيم بن عبد اللَّه بن حسن، و جاء البريد إلى أخيه محمد فانتهى إليه ليلا فاستؤذن له عليه و هو بدار مروان فطرق بابها. فقال: اللَّهمّ إني أعوذ بك من شر طوارق الليل و النهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان. ثم خرج فأخبر أصحابه عن أخيه فاستبشروا جدا و فرحوا كثيرا، و كان يقول للناس بعد صلاة الصبح و المغرب: ادعوا اللَّه لإخوانكم أهل البصرة، و للحسين ابن معاوية بمكة، و استنصروه على أعدائكم.

و أما ما كان من المنصور فأنه جهز الجيوش إلى محمد بن عبد اللَّه بن حسن، صحبة عيسى بن موسى عشرة آلاف فارس من الشجعان المنتخبين، منهم محمد بن أبى العباس السفاح و جعفر بن حنظلة البهراني، و حميد بن قحطبة، و كان المنصور قد استشاره فيه فقال: يا أمير المؤمنين ادع بمن شئت ممن تثق به من مواليك فابعث بهم إلى وادي القرى يمنعونهم من ميرة الشام، فيموت هو و من معه جوعا، فإنه ببلد ليس فيه مال و لا رجال و لا كراع و لا سلاح. و قدم بين يديه كثير بن الحصين العبديّ و قد قال المنصور لعيسى بن موسى حين ودعه: يا عيسى! إني أبعثك إلى جنبي هذين، فان ظفرت بالرجل فشم سيفك و ناد في الناس بالأمان. و إن تغيب فضمنهم إياه حتى يأتوك به، فإنهم أعلم بمذاهبه. و كتب معه كتبا إلى رؤساء قريش و الأنصار من أهل المدينة يدفعها إليهم خفية يدعوهم إلى الرجوع إلى الطاعة. فلما اقترب عيسى بن موسى من المدينة بعث الكتب مع رجل فأخذه حرس محمد بن عبد اللَّه بن حسن فوجدوا معه تلك الكتب فدفعوها إلى محمد فاستحضر جماعة من أولئك فعاقبهم و ضربهم ضربا شديدا و قيدهم قيودا ثقالا، و أودعهم السجن. ثم إن محمدا استشار أصحابه بالقيام بالمدينة حتى يأتى عيسى بن موسى فيحاصرهم بها، أو أنه يخرج بمن معه فيقاتل أهل العراق؟ فمنهم من أشار بهذا، و منهم من أشار بذاك، ثم اتفق الرأى على المقام بالمدينة، لأن رسول‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست