responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 86

و أما قولك بنو رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فقد قال تعالى: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ‌ و قد جاءت السنة التي لا خلاف فيها بين المسلمين أن الجد أبا الأم و الخال و الخالة لا يورثون، و لم يكن لفاطمة ميراث من رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بنص الحديث، و قد مرض رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و أبوك حاضر فلم يأمره بالصلاة بالناس، بل أمر غيره. و لما توفى لم يعدل الناس بأبي بكر و عمر أحدا، ثم قدموا عليه عثمان في الشورى و الخلافة، ثم لما قتل عثمان اتهمه بعضهم به، و قاتله طلحة و الزبير على ذلك، و امتنع سعد من مبايعته ثم بعد ذلك معاوية، ثم طلبها أبوك و قاتل عليها الرجال، ثم اتفق على التحكيم فلم يف به، ثم صارت إلى الحسن فباعها بخرق و دراهم، و أقام بالحجاز يأخذ مالا من غير حله، و سلم الأمر إلى غير أهله، و ترك شيعته في أيدي بنى أمية و معاوية. فان كانت لكم فقد تركتموها و بعتموها بثمنها. ثم خرج عمك حسين على ابن مرجانة و كان الناس معه عليه حتى قتلوه و أتوا برأسه إليه، ثم خرجتم على بنى أمية فقتلوكم و صلبوكم على جذوع النخل، و حرقوكم بالنار، و حملوا نساءكم على الإبل كالسبايا إلى الشام، حتى خرجنا عليهم نحن فأخذنا بثأركم، و أدركنا بدمائكم، و أورثناكم أرضهم و ديارهم، و ذكرنا فضل سلفكم، فجعلت ذلك حجة علينا، و ظننت أنا إنما ذكرنا فضله على أمثاله على حمزة و العباس و جعفر، و ليس الأمر كما زعمت، فان هؤلاء مضوا و لم يدخلوا في الفتن، و سلموا من الدنيا فلم تنقصهم شيئا، فاستوفوا ثوابهم كاملا، و ابتلى بذلك أبوك. و كانت بنو أمية تلعنه كما تلعن الكفرة في الصلوات المكتوبات، فأحيينا ذكره و ذكرنا فضله و عنفناهم بما نالوا منه، و قد علمت أن مكرمتنا في الجاهلية بسقاية الحجيج الأعظم، و خدمة زمزم، و حكم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) لنا بها.

و لما قحط الناس زمن عمر استسقى بأبينا العباس، و توسل به إلى ربه و أبوك حاضر، و قد علمت أنه لم يبق أحد من بنى عبد المطلب بعد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إلا العباس، فالسقاية سقايته، و الوراثة وراثته، و الخلافة في ولده، فلم يبق شرف في الجاهلية و الإسلام إلا و العباس وارثه و مورثه، في كلام طويل فيه بحث و مناظرة و فصاحة. و قد استقصاه ابن جرير بطوله و اللَّه سبحانه أعلم.

فصل‌

في ذكر مقتل محمد بن عبد اللَّه بن حسن‌

بعث محمد بن عبد اللَّه بن حسن في غبون ذلك رسولا إلى أهل الشام يدعوهم إلى بيعته و خلافته فأبوا قبول ذلك منه، و قالوا: قد ضجرنا من الحروب و مللنا من القتال. و جعل يستميل رءوس أهل المدينة، فمنهم من أجابه و منهم من امتنع عليه، و قال له بعضهم: كيف أبايعك و قد ظهرت في بلد ليس فيه مال تستعين به على استخدام الرجال؟ و لزم بعضهم منزله فلم يخرج حتى قتل محمد. و بعث محمد هذا الحسين بن معاوية في سبعين رجلا و نحوا من عشرة فوارس إلى مكة نائبا إن هو دخلها

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست