responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 85

و من اتبعك، و لأعطينك ألف ألف درهم، و لأدعنك تقيم في أحب البلاد إليك، و لأقضين لك جميع حوائجك، في كلام طويل. فكتب إليه محمد جواب كتابه:

من عبد اللَّه المهدي محمد بن عبد اللَّه بن حسن. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ، نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى‌ وَ فِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَ يَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ‌ ثم قال: و إني أعرض عليك من الأمان مثل ما عرضت عليّ، فأنا أحق بهذا الأمر منكم، و أنتم إنما وصلتم إليه بنا، فان عليا كان الوصىّ و كان الامام، فكيف ورثتم ولايته و ولده أحياء؟ و نحن أشرف أهل الأرض نسبا، فرسول اللَّه خير الناس و هو جدنا، و جدتنا خديجة و هي أفضل زوجاته، و فاطمة ابنته أمنّا و هي أكرم بناته، و إن هاشما ولد عليا مرتين، و إن حسنا ولده عبد المطلب مرتين، و هو و أخوه سيدا شباب أهل الجنة، و إن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ولد أبى مرتين، و إني أوسط بنى هاشم نسبا، [و أصرحهم أبا، لم تعرّق فىّ العجم. و لم تنازع فىّ أمهات الأولاد] [1] فانا ابن أرفع الناس درجة في الجنة، و أخفهم عذابا في النار. فانا أولى بالأمر منك، و أولى بالعهد و أو في به منك، فإنك تعطى العهد ثم تنكث و لا تفي، كما فعلت بابن هبيرة فإنك أعطيته العهد ثم غدرت به، و لا أشد عذابا من إمام غادر، و كذلك فعلت بعمك عبد اللَّه بن على، و أبى مسلم الخراساني. [و لو أعلم أنك تصدق لأجبتك لما دعوتني إليه، و لكن الوفاء بالعهد من مثلك لمثلي بعيد و السلام‌] [2].

فكتب إليه أبو جعفر جواب ذلك في كتاب طويل حاصله: أما بعد فقد قرأت كتابك فإذا جل فخرك و إدلالك قرابة النساء لتضل به الجفاة و الغوغاء، و لم يجعل اللَّه النساء كالعمومة و الآباء، و لا كالعصبية و الأولياء، و قد أنزل اللَّه‌ وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ‌ و كان له حينئذ أربعة أعمام، فاستجاب له اثنان أحدهما جدنا، و كفر اثنان أحدهما أبوك- يعنى جده أبا طالب- فقطع اللَّه ولايتهما منه، و لم يجعل بينهما إلّا و لا ذمة، و قد أنزل اللَّه في عدم إسلام أبى طالب‌ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ و قد فخرت به و أنه أخف أهل النار عذابا، و ليس في الشر خيار، و لا ينبغي لمؤمن أن يفخر بأهل النار، و فخرت بأن عليا ولده هاشم مرتين. و أن حسنا ولده عبد المطلب مرتين، فهذا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إنما ولده عبد اللَّه مرة واحدة، و قولك إنك لم تلدك أمهات أولاد، فهذا إبراهيم ابن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) من مارية، و هو خير منك، و على بن الحسن من أم ولد و هو خير منك، و كذلك ابنه محمد بن على، و ابنه جعفر بن محمد، جداتهما أمهات أولاد و هما خير منك،


[1] زيادة من الطبري جئنا بها للمناسبة.

[2] سقط من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست