responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 84

بها، و أخبرهم أنه لم ينزل بلدا من البلدان إلا و قد بايعوه على السمع و الطاعة، فبايعه أهل المدينة كلهم إلا القليل.

و قد روى ابن جرير عن الامام مالك أنه أفتى الناس بمبايعته، فقيل له فان في أعناقنا بيعة للمنصور، فقال: إنما كنتم مكرهين و ليس لمكره بيعة. فبايعه الناس عند ذلك عن قول مالك، و لزم مالك بيته. و قد قال له إسماعيل بن عبد اللَّه بن جعفر حين دعاه إلى بيعته: يا ابن أخى إنك مقتول. فارتدع بعض الناس عنه و استمر جمهورهم معه، فاستناب عليهم عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير، و على قضائها عبد العزيز بن المطلب بن عبد اللَّه المخزومي، و على شرطتها عثمان بن عبد اللَّه ابن عمر بن الخطاب، و على ديوان العطاء عبد اللَّه بن جعفر بن عبد اللَّه بن مسور بن مخرمة، و تلقب بالمهديّ طمعا أن يكون هو المذكور في الأحاديث فلم يكن به، و لا تم له ما رجاه و لا ما تمناه، فانا للَّه.

و قد ارتحل بعض أهل المدينة عنها ليلة دخلها، فطوى المراحل البعيدة إلى المنصور في سبع ليال، فورد عليه فوجده نائما في الليل، فقال للربيع الحاجب: استأذن على الخليفة، فقال: إنه لا يوقظ في هذه الساعة. فقال: إنه لا بدّ من ذلك فأخبر الخليفة فخرج فقال: ويحك! ما وراءك؟ فقال:

إنه خرج ابن حسن بالمدينة. فلم يظهر المنصور لذلك اكتراثا و انزعاجا، بل قال: أنت رأيته؟ قال:

نعم! فقال: هلك و اللَّه و أهلك معه من اتبعه. ثم أمر بالرجل فسجن، ثم جاءت الأخبار بذلك فتواترت، فأطلقه المنصور و أطلق له عن كل ليلة ألف درهم فأعطاه سبعة آلاف درهم.

و لما تحقق المنصور الأمر من خروجه ضاق ذرعا، فقال له بعض المنجمين: يا أمير المؤمنين لا عليك منه، فو اللَّه لو ملك الأرض بحذافيرها فإنه لا يقيم أكثر من سبعين يوما. ثم أمر المنصور جميع رءوس الأمراء أن يذهبوا إلى السجن فيجتمعوا بعبد اللَّه بن حسن- والد محمد- فيخبروه بما وقع من خروج ولده و يسمعوا ما يقول لهم. فلما دخلوا عليه أخبروه بذلك فقال: ما ترون ابن سلامة فاعلا؟- يعنى المنصور- فقالوا: لا ندري. فقال: و اللَّه لقد قتل صاحبكم البخل ينبغي له أن ينفق الأموال و يستخدم الرجال، فان ظهر فاسترجاع ما أنفق سهل، و إلا لم يكن لصاحبكم شي‌ء في الخزائن و كان ما خزن لغيره. فرجعوا إلى الخليفة فأخبروه بذلك، و أشار الناس على الخليفة بمناجزته، فاستدعى عيسى بن موسى فندبه إلى ذلك، ثم قال: إني سأكتب إليه كتابا أنذره به قبل قتاله فكتب إليه:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌! من عبد اللَّه بن عبد اللَّه أمير المؤمنين، إلى محمد بن عبد اللَّه: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً الآية، إلى قوله‌ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌ ثم قال: فلك عهد اللَّه و ميثاقه و ذمته و ذمة رسوله، إن أنت رجعت إلى الطاعة لأؤمننك‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست