responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 8

ابن يزيد الحجاج و قال: أشرب فوق ظهر الكعبة الخمر، فهموا ان يفتكوا به إذا خرج، فجاءوا إلى خالد ابن عبد اللَّه القسري فسألوه أن يكون معهم فأبى، فقالوا له: فأكتم علينا، فقال: أما هذا فنعم، فجاء إلى الوليد فقال: لا تخرج فانى أخاف عليكم، فقال: و من هؤلاء الذين تخافهم على؟ قال: لا أخبرك بهم. قال: إن لم تخبرني بهم بعثت بك إلى يوسف بن عمر، قال: و إن بعثت بى إلى يوسف ابن عمر، فبعثه إلى يوسف فعاقبه حتى قتله. و ذكر ابن جرير أنه لما امتنع أن يعلمه بهم سجنه ثم سلمه إلى يوسف بن عمر يستخلص منه أموال العراق فقتله، و قد قيل إن يوسف لما وفد إلى الوليد اشترى منه خالد بن عبد اللَّه القسري بخمسين ألف ألف يخلصها منه، فما زال يعاقبه و يستخلص منه حتى قتله، فغضبت أهل اليمن من قتله، و خرجوا على الوليد.

قال الزبير بن بكار: حدثنا مصعب بن عبد اللَّه قال سمعت أبى يقول: كنت عند المهدي فذكر الوليد بن يزيد فقال رجل في المجلس: كان زنديقا، فقال المهدي: خلافة اللَّه عنده أجل من أن يجعلها في زنديق. و قال أحمد بن عمير [1] بن حوصاء الدمشقيّ: ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا الوليد ابن مسلم ثنا حصين بن الوليد عن الأزهري بن الوليد قال: سمعت أم الدرداء تقول: إذا قتل الخليفة الشاب من بنى أمية بين الشام و العراق مظلوما لم يزل طاعة مستخف بها و دم مسفوك على وجه الأرض بغير حق. قال الامام أبو جعفر بن جرير الطبري:

ذكر قتل يزيد بن الوليد الّذي يقال له الناقص للوليد بن يزيد و كيف قتله‌

قد ذكرنا بعض أمر الوليد بن يزيد و خلاعته و مجانته و فسقه و ما ذكر عن تهاونه بالصلوات و استخفافه بأمر دينه قبل خلافته و بعدها. فإنه لم يزدد في الخلافة إلا شرا و لهوا و لذة و ركوبا للصيد و شرب المسكر و منادمة الفساق، فما زادته الخلافة على ما كان قبلها إلا تماديا و غرورا، فثقل ذلك على الأمراء و الرعية و الجند، و كرهوه كراهة شديدة، و كان من أعظم ما جنى على نفسه حتى أورثه ذلك هلاكه، إفساده على نفسه بنى عميه هشام و الوليد بن عبد الملك مع إفساده اليمانية، و هي أعظم جند خراسان، و ذلك أنه لما قتل خالد بن عبد اللَّه القسري و سلمه إلى غريمه يوسف بن عمر الّذي هو نائب العراق إذ ذاك، فلم يزل يعاقبه حتى هلك، انقلبوا عليه و تنكروا له و ساءهم قتله كما سنذكره في ترجمته. ثم روى ابن جرير بسنده أن الوليد بن يزيد ضرب ابن عمه سليمان بن هشام مائة سوط و حلق رأسه و لحيته و غربة إلى عمان فحبسه بها، فلم يزل هناك حتى قتل الوليد، و أخذ جارية كانت لآل عمه الوليد بن عبد الملك، فكلمه فيها عمر بن الوليد فقال: لا أردها، فقال: إذا تكثر الصواهل حول عسكرك. و حبس الأفقم يزيد بن هشام، و بايع لولديه الحكم و عثمان، و كانا دون‌


[1] نسخة «ابن عمر».

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست