responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 7

الخلافة و بعد أن ولى، و قد روى أن أخاه سليمان كان من جملة من سعى في قتله، قال: اشهد أنه كان شروبا للخمر ما جنا فاسقا، و لقد أرادنى على نفسي الفاسق. و حكى المعافى بن زكريا عن ابن دريد عن أبى حاتم عن العتبى ان الوليد بن يزيد نظر إلى نصرانية من حسان نساء النصارى اسمها سفري فأحبها، فبعث يراودها عن نفسها فأبت عليه، فألح عليها و عشقها فلم تطاوعه، فاتفق اجتماع النصارى في بعض كنائسهم، لعيد لهم، فذهب الوليد إلى بستان هناك فتنكر و أظهر أنه مصاب، فخرج النساء من الكنيسة إلى ذلك البستان، فرأيناه فأحدقن به، فجعل يكلم سفيرى و يحادثها و تضاحكه و لا تعرفه، حتى اشتفى من النظر إليها، فلما انصرفت قيل لها: ويحك أ تدرين من هذا الرجل؟ فقالت: لا! فقيل لها هو الوليد. فلما تحققت ذلك حنت عليه بعد ذلك و كانت عليه أحرص منه عليها قبل أن تحن عليه. فقال الوليد في ذلك أبياتا:

أضحك فؤادك يا وليد عميدا* * * صبا قديما للحسان صيودا

في حب واضحة العوارض طفلة* * * برزت لنا نحو الكنيسة عيدا

ما زلت أرمقها بعيني وامق‌* * * حتى بصرت بها تقبل عودا

عود الصليب فويح نفسي من رأى‌* * * منكم صليبا مثله معبودا

فسألت ربى أن أكون مكانه‌* * * و أكون في لهب الجحيم وقودا

و قال فيها أيضا لما ظهر أمره و علم بحاله الناس. و قيل إن هذا وقع قبل أن يلي الخلافة:

ألا حبذا سفري و إن قيل إنني‌* * * كلفت بنصرانية تشرب الخمرا

يهون علينا أن نظل نهارنا* * * الى الليل لا ظهرا نصلي و لا عصرا

قال القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريريّ المعروف بابن طرار النهرواني بعد إيراده هذه الأشياء: للوليد في نحو هذا من الخلاعة و المجون و سخافة الدين ما يطول ذكره، و قد ناقضناه في أشياء من منظوم شعره المتضمن ركيك ضلاله و كفره. و روى ابن عساكر بسنده أن الوليد سمع بخمار صلف بالحيرة فقصده حتى شرب منه ثلاثة أرطال من الخمر، و هو راكب على فرسه، و معه اثنان من أصحابه، فلما انصرف أمر للخمار بخمسمائة دينار. و قال القاضي أبو الفرج: أخبار الوليد كثيرة قد جمعها الأخباريون مجموعة و مفردة، و قد جمعت شيئا من سيرته و أخباره، و من شعره الّذي ضمنه ما فجر به من جرأته و سفاهته و حمقه و هزله و مجونه و سخافة دينه، و ما صرح به من الإلحاد في القرآن العزيز، و الكفر بمن أنزله و أنزل عليه، و قد عارضت شعره السخيف بشعر حصيف، و باطله بحق نبيه شريف، و ترجيت رضاء اللَّه عز و جل و استيجاب مغفرته.

و قال أبو بكر بن أبى خيثمة: ثنا سليمان بن أبى شيخ ثنا صالح بن سليمان، قال: أراد الوليد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست