responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 75

يقال لها السنة الخصبة- و قيل إنما كان ذلك في سنة أربعين. و فيها عزل المنصور عمه سليمان عن إمرة البصرة، فاختفى عبد اللَّه بن على و أصحابه خوفا على أنفسهم، فبعث المنصور إلى نائبة على البصرة، و هو سفيان بن معاوية، يستحثه في إحضار عبد اللَّه بن على إليه، فبعثه في أصحابه فقتل بعضهم و سجن عبد اللَّه بن على عمه، و بعث بقية أصحابه إلى أبى داود نائب خراسان فقتلهم هناك و حج بالناس فيها العباس بن محمد بن على بن عبد اللَّه بن عباس. و فيها توفى عمرو بن مجاهد، و يزيد بن عبد اللَّه بن الهاد، و يونس بن عبيد، أحد العباد و صاحب الحسن البصري.

ثم دخلت سنة أربعين و مائة

فيها نار جماعة من الجند على أبى داود نائب الخراسان، و حاصروا داره، فأشرف عليهم و جعل يستغيث بجنده ليحضروا إليه، و اتكأ على آجرة في الحائط فانكسرت به فسقط فانكسر ظهره فمات، فخلفه على خراسان عاصم، صاحب الشرطة حتى قدم الأمير من جهة الخليفة عليها، و هو عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي، فتسلم بلاد خراسان، و قتل جماعة من الأمراء لأنه بلغه عنهم أنهم يدعون إلى خلافة آل على بن أبى طالب، و حبس آخرين، و أخذ نواب أبى داود بجباية الأموال المنكسرة عندهم.

و فيها حج بالناس الخليفة المنصور أحرم من الحيرة و رجع بعد انقضاء الحج إلى المدينة، ثم رحل إلى بيت المقدس فزاره، ثم سلك الشام إلى الرقة، ثم سار إلى الهاشمية- هاشمية الكوفة- و نواب الأقاليم هم المذكورون في التي قبلها، سوى خراسان فإنه مات نائبها أبو داود، فخلفه مكانه عبد الجبار الأزدي. و فيها توفى داود بن أبى هند، و أبو حازم سلمة بن دينار، و سهيل بن أبى صالح، و عمارة بن غزية بن قيس السكونيّ.

ثم دخلت سنة إحدى و أربعين و مائة

فيها خرجت طائفة يقال لها الراوندية على المنصور. ذكر ابن جرير عن المدائني أن أصلهم من خراسان، و هم على رأى أبى مسلم الخراساني، كانوا يقولون بالتناسخ، و يزعمون أن روح آدم انتقلت إلى عثمان بن نهيك، و أن ربهم الّذي يطعمهم و يسقيهم أبو جعفر المنصور. و أن الهيثم بن معاوية جبريل، قبحهم اللَّه.

قال ابن جرير: فأتوا يوما قصر المنصور فجعلوا يطوفون به و يقولون: هذا قصر ربنا، فأرسل المنصور إلى رؤسائهم فحبس منهم مائتين، فغضبوا من ذلك و قالوا: علام تحبسهم؟ ثم عمدوا إلى نعش فحملوه على كواهلهم و ليس عليه أحد، و اجتمعوا حوله كأنهم يشيعون جنازة، و اجتازوا بباب السجن، فألقوا النعش و دخلوا السجن قهرا و استخرجوا من فيه من أصحابهم، و قصدوا نحو المنصور

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست