responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 74

الخليفة محمد بن الأشعث الخزاعي في جيش كثيف فاقتتلوا قتالا شديدا، فهزم جهور و قتل عامة من معه، و أخذ ما كان معه من الأموال و الحواصل و الذخائر، ثم لحقوه فقتلوه. و فيها قتل الملبد الخارجي على يدي خازم بن خزيمة في ثمانية آلاف، و قتل من أصحاب الملبد ما يزيد على ألف و انهزم بقيتهم.

قال الواقدي: و حج بالناس فيها الفضل بن على، و النواب فيها هم المذكورون بالتي قبلها و ممن توفى فيها من الأعيان زيد بن واقد، و العلاء بن عبد الرحمن، و ليث بن أبى سليم في قول [و فيها كانت خلافة الداخل من بنى أمية إلى بلاد الأندلس و هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان الهاشمي. قلت: ليس هو بهاشمي إنما هو من بنى أمية و يسمى أمويا، كان قد دخل إلى بلاد المغرب فرارا من عبد اللَّه بن على بن عبد اللَّه بن عباس، فاجتاز بمن معه من أصحابه الذين فروا معه بقوم يقتتلون على عصبية اليمانية و المضرية، فبعث مولاه بدرا إليهم فاستمالهم إليه فبايعوه و دخل بهم ففتح بلاد الأندلس و استحوذ عليها و انتزعها من نائبها يوسف بن عبد الرحمن ابن حبيب بن أبى عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري و قتله. و سكن عبد الرحمن قرطبة و استمر في خلافته في تلك البلاد من هذه السنة إلى سنة ثنتين و سبعين و مائة. فتوفى فيها و له في الملك أربع و ثلاثون سنة و أشهر. ثم قام من بعده ولده هشام ست سنين و أشهرا. ثم مات فولى بعده الحكم بن هشام ستا و عشرين سنة و أشهرا ثم مات. ثم ولى بعده ولده عبد الرحمن بن الحكم ثلاثا و ثلاثين سنة ثم مات. ثم ولى بعده محمد بن عبد الرحمن بن الحكم ستا و عشرين سنة. ثم ابنه المنذر بن محمد، ثم أخوه عبد اللَّه بن محمد بن المنذر. و كانت أيامه بعد الثلاثمائة بدهر، ثم زالت تلك الدولة كما سنذكره من زوال تلك السنون و أهلها و ما قضوا فيها من النعيم و العيش الرغيد و النساء الحسان ثم انقضت تلك السنوات و أهلها كأنهم على ميعاد، ثم أضحوا كأنهم ورق جف ألوت عليه الصبا و الذبول‌] [1]

ثم دخلت سنة تسع و ثلاثين و مائة

فيها أكمل صالح بن على بناء ملطية ثم غزا الطائفة على طريق الحدث، فوغل في بلاد الروم، و غزا معه أختاه أم عيسى و لبابة ابنتا على، و كانتا نذرتا إن زال ملك بنى أمية أن يجاهدا في سبيل اللَّه عز و جل. و فيها كان الفداء الّذي حصل بين المنصور و بين ملك الروم، فاستنقذ بعض أسرى المسلمين ثم لم يكن للناس صائفة في هذه السنة إلى سنة ست و أربعين، و ذلك لاشتغال المنصور بأمر ابني عبد اللَّه بن حسن كما سنذكره. و لكن ذكر بعضهم أن الحسن بن قحطبة غزا الصائفة مع عبد الوهاب بن إبراهيم الامام سنة أربعين فاللَّه أعلم.

و فيها وسع المنصور المسجد الحرام، و كانت هذه السنة خصبة جدا- أي كثيرة الخصب فكان‌


[1] زيادة من نسخة استامبول.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست