نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 73
خازنه أنه إذا جاءك كتابي فان رأيته مختوما بنصف الفص فامض لما فيه، فانى إنما أختم بنصف فصه على كتبي، و إذا جاءك الكتاب مختوما عليه بكماله فلا تقبل و لا تمض ما فيه. فامتنع عند ذلك خازنه أن يقبل ما بعث به المنصور، فأرسل المنصور بعد ذلك إليه من أخذ جميع ذلك و قتل ذلك الرجل الخازن، و كتب المنصور إلى أبى داود إبراهيم بن خالد بإمرة خراسان كما وعده قبل ذلك عوضا عن أبى مسلم.
و في هذه السنة خرج سنباذ يطلب بدم أبى مسلم، و قد كان سنباذ هذا مجوسيا تغلب على قومس و أصبهان، و يسمى بفيروز اصبهبذ، فبعث إليه أبو جعفر المنصور جيشا هم عشرة آلاف فارس عليهم جهور بن مرار العجليّ- فالتقوا بين همذان و الري بالمفازة، فهزم جهور لسنباذ و قتل من أصحابه ستين الفا و سبى ذراريهم، و نساءهم، و قتل سنباذ بعد ذلك فكانت أيامه سبعين يوما.
و أخذ ما كان استحوذ عليه من أموال أبى مسلم التي كانت بالري. و خرج في هذه السنة أيضا رجل يقال له ملبّد [بن حرملة الشيباني] في ألف من الخوارج بالجزيرة فجهز إليه المنصور جيوشا متعددة كثيفة كلها تنفر منه و تنكسر ثم قاتله حميد بن قحطبة نائب الجزيرة، فهزمه ملبد و تحصن منه حميد في بعض الحصون ثم صالحه حميد بن قحطبة على مائة ألف فدفعها إليه و قبلها ملبد و تقلع عنه.
و حج بالناس في هذه السنة عم الخليفة إسماعيل بن على بن عبد اللَّه بن عباس قاله الواقدي.
و كان نائب الموصل- يعنى عم المنصور- و على نيابة الكوفة عيسى بن موسى، و على البصرة سليمان ابن على، و على الجزيرة حميد بن قحطبة، و على مصر صالح بن على، و على خراسان أبو داود إبراهيم ابن خالد، و على الحجاز زياد بن عبد اللَّه. و لم يكن للناس في هذه السنة صائفة لشغل الخليفة بسناباذ و غيره. و من مشاهير من توفى فيها أبو مسلم الخراساني كما تقدم، و يزيد بن أبى زياد أحد من تكلم فيه كما ذكرناه في التكميل، و اللَّه سبحانه أعلم.
ثم دخلت سنة ثمان و ثلاثين و مائة
فيها دخلت قسطنطين ملك الروم ملطية عنوة فهدم سورها و عفا عمن قدر عليه من مقاتلتها.
و فيها غزا الصائفة صالح بن على نائب مصر، فبنى ما كان هدم ملك الروم من سور ملطية، و أطلق لأخيه عيسى بن على أربعين ألف دينار، و كذلك أعطى لابن أخيه العباس بن محمد بن على أربعين ألف دينار. و فيها بايع عبد اللَّه بن على الّذي كسره أبو مسلم و انهزم إلى البصرة و استجار بأخيه سليمان بن على، حتى بايع للخليفة في هذه السنة و رجع إلى طاعته. و لكن حبس في سجن بغداد كما سيأتي. و فيها خلع جمهور بن مرار العجليّ الخليفة المنصور بعد ما كسر سنباذ و استحوذ على حواصله و على أموال أبى مسلم، فقويت نفسه بذلك و ظن أنه لا يقدر عليه بعد. فأرسل إليه
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 73