responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 70

فدخل عليه فجعل يعاتبه في أشياء صدرت منه فيعتذر عنها جيدا، حتى قال له: فلم قتلت سليمان بن كثير، و إبراهيم بن ميمون، و فلانا و فلانا؟ قال: لأنهم عصوني و خالفوا أمرى. فغضب عند ذلك المنصور و قال: ويحك! أنت تقتل إذا عصيت، و أنا لا أقتلك و قد عصيتني و صفق بيديه و كانت الإشارة بينه و بين المرصدين لقتله-، فتبادروا إليه ليقتلوه فضربه أحدهم فقطع حمائل سيفه، فقال: يا أمير المؤمنين استبقني لأعدائك، فقال: و أي عدوّ لي أعدى منك. ثم زجرهم المنصور فقطعوه قطعا و لفوه في عباءة، و دخل عيسى بن موسى على إثر ذلك فقال: ما هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: هذا أبو مسلم، فقال: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، فقال له المنصور: احمد اللَّه الّذي هجمت عليّ نعمة، و لم تهجم عليّ نقمة، ففي ذلك يقول أبو دلامة:-

أبا مسلم ما غير اللَّه نعمة* * * على عبده حتى يغيرها العبد

أبا مسلم خوفتني القتل فانتخى‌* * * عليك بما خوفتني الأسد الورد

و ذكر ابن جرير أن المنصور تقدم إلى عثمان بن نهيك و شبيب بن واج، و أبى حنيفة حرب بن قيس و آخر من الحرس أن يكونوا قريبا منه، فإذا دخل عليه أبو مسلم و خاطبه و ضرب بإحدى يديه على الأخرى فليقتلوه. فلما دخل عليه أبو مسلم قال له المنصور: ما فعل السيفان اللذان أصبتهما من عبد اللَّه بن على؟ فقال: هذا أحدهما. فقال: أرنيه، فناوله السيف فوضعه تحت ركبته ثم قال له:

ما حملك على أن تكتب لأبى عبد اللَّه السفاح تنهاه عن الموات، أردت أن تعلمنا الدين؟ قال: إنني ظننت أن أخذه لا يحل، فلما جاءني كتاب أمير المؤمنين علمت أنه و أهل بيته معدن العلم. قال:

فلم تقدمت على في طريق الحج؟ قال: كرهت اجتماعنا على الماء فيضر ذلك بالناس، فتقدمت التماس الرّفق. قال: فلم لا رجعت إليّ حين أتاك خبر موت أبى العباس؟ قال: كرهت التضييق على الناس في طريق الحج، و عرفت أنا سنجتمع بالكوفة، و ليس عليك منى خلاف. قال: فجارية عبد اللَّه بن على أردت أن تتخذها لنفسك؟ قال: لا! و لكن خفت أن تضيع فحملتها في قبة و وكلت بها من يحفظها. ثم قال له: أ لست الكاتب إليّ تبدأ بنفسك و الكاتب إلى تخطب آمنة بنت على؟ و تزعم أنك ابن سليط بن عبد اللَّه بن عباس؟ هذا كله و يد المنصور في يده يعركها و يقبلها و يعتذر، ثم قال له: فما حملك على مراغمتى و دخولك إلى خراسان؟ قال: خفت أن يكون دخلك منى شي‌ء فأردت أن أدخل خراسان و أكتب إليك بعذري. قال: فلم قتلت سليمان بن كثير و كان من نقبائنا و دعاتنا قبلك؟ قال: أراد خلافي. فقال: ويحك و أنت أردت خلافي و عصيتني، قتلني اللَّه إن لم أقتلك.

ثم ضربه بعمود الخيمة و خرج إليه أولئك فضربه عثمان فقطع حمائل سيفه، و ضربه شبيب فقطع رجله، و حمل عليه بقيتهم بالسيوف، و المنصور يصيح: ويحكم اضربوه قطع اللَّه أيديكم. ثم ذبحوه‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست