responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 6

يخبره بذلك، فكتب الوليد إلى نصر بن سيار يأمره بإطلاقه من السجن و إرساله إليه صحبة أصحابه، فأطلقهم و أطلق لهم و جهزهم إلى دمشق، فلما كانوا ببعض الطريق توسم نصر منه غدرا، فبعث إليه جيشا عشرة آلاف فكسرهم يحيى بن زيد، و إنما معه سبعون رجلا، و قتل أميرهم و استلب منهم أموالا كثيرة، ثم جاءه جيش آخر فقتلوه و احترزوا رأسه و قتلوا جميع أصحابه (رحمهم اللَّه)‌

ثم دخلت سنة ست و عشرين و مائة

فيها كان مقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك و هذه ترجمته هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو العباس الأموي الدمشقيّ، بويع له بالخلافة بعد عمه هشام في السنة الخالية بعهد من أبيه كما قدمنا. و أمه أم الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفي، و كان مولده سنة تسعين، و قيل ثنتين و تسعين، و قيل سبع و ثمانين، و قتل يوم الخميس لليلتين بقيتا في جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة، و وقعت بسبب ذلك فتنة عظيمة بين الناس بسبب قتله، و مع ذلك إنما قتل لفسقه، و قيل و زندقته.

و قد قال الامام أحمد: حدثنا أبو المغيرة ثنا بن عياش حدثني الأوزاعي و غيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: ولد لأخي أم سلمة زوج النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) غلام فسموه الوليد، فقال النبي (صلى اللَّه عليه و سلم): «سميتموه باسم فراعينكم، ليكونن: في هذه الأمة رجل يقال له الوليد، لهو أشد فسادا لهذه الأمة من فرعون لقومه». قال الحافظ ابن عساكر: و قد رواه الوليد بن مسلم و معقل بن زياد و محمد بن كثير و بشر بن بكر عن الأوزاعي فلم يذكروا عمر في إسناده و أرسلوه‌،

و لم يذكر ابن كثير سعيد بن المسيب، ثم ساق طرقه هذه كلها بأسانيدها و ألفاظها.

و حكى عن البيهقي أنه قال: هو مرسل حسن، ثم ساق من طريق محمد عن محمد بن عمر بن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت: «دخل النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) و عندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد، فقال: من هذا يا أم سلمة؟ قالت: هذا الوليد، فقال النبي (صلى اللَّه عليه و سلم):

قد اتخذتم الوليد حنانا (حسانا) غيروا اسمه، فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له الوليد».

و روى ابن عساكر من حديث عبد اللَّه بن محمد بن مسلم ثنا محمد بن غالب الأنطاكي ثنا محمد بن سليمان بن أبى داود ثنا صدقة عن هشام بن الغاز عن مكحول عن أبى ثعلبة الخشنيّ عن أبى عبيدة ابن الجراح عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: «لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتى يثلمه رجل من بنى أمية».

صفة مقتله و زوال دولته‌

كان هذا الرجل مجاهرا بالفواحش مصرا عليها، منتهكا محارم اللَّه عز و جل، لا يتحاشى من معصية. و ربما اتهمه بعضهم بالزندقة و الانحلال من الدين، فاللَّه أعلم، لكن الّذي يظهر أنه كان عاصيا شاعرا ما جنا متعاطيا للمعاصي، لا يتحاشاها من أحد، و لا يستحى من أحد، قبل أن يلي‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست