responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 64

خراسان [فيشق عليه تحصيله بعد ذلك، و أن تحدث حوادث، فكتب إليه مع يقطين إني قد وليتك الشام و مصر و هما خير من خراسان‌] [1]، فابعث إلى مصر من شئت و أقم أنت بالشام، لتكون أقرب إلى أمير المؤمنين، إذا أراد لقاءك كنت منه قريبا. فغضب أبو مسلم و قال: قد ولانى الشام و مصر، ولى ولاية خراسان، فإذا أذهب إليها و أستخلف على الشام و مصر. فكتب إلى المنصور بذلك فقلق المنصور من ذلك كثيرا. و رجع أبو مسلم من الشام قاصدا خراسان و هو عازم على مخالفة المنصور. فخرج المنصور من الأنبار إلى المدائن و كتب إلى أبى مسلم بالمسير إليه، فكتب إليه أبو مسلم و هو على الزاب عازم على الدخول إلى خراسان: إنه لم يبق لأمير المؤمنين عدو إلا أمكنه اللَّه منه، و قد كنا نروى عن ملوك آل ساسان أن أخوف ما يكون الوزراء إذا سكنت الدهماء. فنحن نافرون من قربك، حريصون على الوفاء بعهدك ما وفيت، حريون بالسمع و الطاعة غير أنها من بعيد حيث يقارنها السلامة. فان أرضاك ذلك فأنا كأحسن عبيدك، و إن أبيت إلا أن تعطى نفسك إرادتها نقضت ما أبرمت من عهدك ضنا بنفسي عن مقامات الذل و الإهانة. فلما وصل الكتاب إلى المنصور كتب إلى أبى مسلم: قد فهمت كتابك و ليست صفتك صفة أولئك الوزراء الغششة إلى ملوكهم الذين يتمنون اضطراب حبل الدولة لكثرة جرائمهم، و إنما راحتهم في تبدد نظام الجماعة، فلم سويت نفسك بهم و أنت في طاعتك و منا صحتك و اضطلاعك بما حملت من أعباء هذا الأمر على ما أنت به، و ليس مع الشريطة التي أوجبت منك سمع و لا طاعة، و قد حمل أمير المؤمنين عيسى بن موسى إليك رسالة ليسكن إليها قلبك إن أصغيت إليها، و سأله أن يحول بين الشيطان و نزغاته و بينك، فإنه لم يجد بابا يفسد به نيتك أوكد عنده من هذا و لا أقرب من طبه من الباب الّذي فتحه عليك. و يقال إن أبا مسلم كتب إلى المنصور: أما بعد فانى اتخذت رجلا إماما و دليلا على ما افترض اللَّه على خلقه، و كان في محلة العلم نازلا و في قرابته من رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قريبا، فاستجهلنى بالقرآن فحرفه عن مواضعه طمعا في قليل قد تعافاه اللَّه إلى خلقه، و كان كالذي دلى بغرور، و أمرنى أن أجرد السيف و أرفع المرحمة و لا أقبل المعذرة و لا أقيل العثرة، ففعلت توطيدا لسلطانكم حتى عرّفكم اللَّه من كان يجهلكم، و أطاعكم من كان عدوكم، و أظهركم اللَّه بى بعد الإخفاء و الحقارة و الذل، ثم استنقذني باللَّه بالتوبة. فان يعف عنى فقديما عرف به و نسب إليه، و إن يعاقبني فبما قدمت يداي، و ما اللَّه بظلام للعبيد. ذكره المدائني عن شيوخه.

و بعث المنصور إليه جرير بن يزيد بن جرير بن عبد اللَّه البجلي- و قد كان أوحد أهل زمانه- في جماعة من الأمراء، و أمره أن يكلم أبا مسلم باللين كلاما يقدر عليه، و أن يكون في جماعة ما يكلمه به‌


[1] سقط من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست