responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 63

و الميمنة من الشاميين فحمل الخراسانيون على أهل الشام و كانت الهزيمة، و انهزم عبد اللَّه بن على بعد تلوم، و احتاز أبو مسلم ما كان في معسكرهم، و أمن أبو مسلم بقية الناس فلم يقتل منهم أحدا، و كتب إلى المنصور بذلك، فأرسل المنصور مولاه أبا الخصيب ليحصى ما وجدوا في معسكر عبد اللَّه، فغضب من ذلك أبو مسلم الخراساني. و استوسقت الممالك لأبى جعفر المنصور، و مضى عبد اللَّه بن على و أخوه عبد الصمد على وجهيهما، فلما مرا بالرصافة أقام بها عبد الصمد، فلما رجع أبو الخصيب وجده بها فأخذه معه مقيدا في الحديد فأدخله على المنصور فدفعه إلى عيسى بن موسى فاستأمن له المنصور، و قيل بل استأمن له إسماعيل بن على. و أما عبد اللَّه بن على فإنه ذهب إلى أخيه سليمان ابن على بالبصرة فأقام عنده زمانا مختفيا، ثم علم به المنصور فبعث إليه فسجنه [في بيت بنى أسامة على الملح ثم أطلق عليه الماء فذاب الملح و سقط البيت على عبد اللَّه فمات. و هذه من بعض دواهي المنصور و اللَّه سبحانه أعلم‌] [1]. فلبث في السجن سبع سنين ثم سقط عليه في البيت الّذي هو فيه فمات كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء اللَّه تعالى.

ذكر مهلك أبى مسلم الخراساني صاحب دعوة بنى العباس‌

في هذه السنة أيضا لما فرغ أبو مسلم من الحج سبق الناس بمرحلة فجاءه خبر السفاح في الطريق فكتب إلى أبى جعفر يعزيه في أخيه و لم يهنئه بالخلافة، و لا رجع إليه. فغضب المنصور من ذلك مع ما كان قد أضمر له من السوء إذا أفضت إليه الخلافة، و قيل إن المنصور هو الّذي كان قد تقدم بين يدي الحج بمرحلة، و أنه لما جاءه خبر موت أخيه كتب إلى أبى مسلم يستعجله في السير كما قدمنا. فقال لأبى أيوب: اكتب له كتابا غليظا، فلما بلغه الكتاب أرسل يهنئه بالخلافة و انقمع من ذلك. و قال بعض الأمراء للمنصور: إنا نرى أن لا تجامعه في الطريق فان معه من الجنود من لا يخالفه، و هم له أهيب، و على طاعته أحرص، و ليس معك أحد، فأخذ المنصور برأيه ثم كان من أمره في مبايعته لأبى جعفر ما ذكرنا، ثم بعثه إلى عمه عبد اللَّه فكسره كما تقدم، و قد بعث في غبون ذلك الحسن بن قحطبة لأبى أيوب كاتب رسائل المنصور يشافهه و يخبره بأن أبا مسلم متهم عند أبى جعفر، فإنه إذا جاءه كتاب منه يقرأه ثم يلوى شدقيه و يرمى بالكتاب إلى أبى نصر و يضحكان استهزاء، فقال: أبو أيوب: إن تهمة أبى مسلم عندنا أظهر من هذا. و لما بعث أبو جعفر مولاه أبا الخصيب يقطين ليحتاط على ما أصيب من معسكر عبد اللَّه من الأموال و الجواهر الثمينة و غيرها، غضب أبو مسلم فشتم أبا جعفر و همّ بأبي الخصيب، حتى قيل له: إنه رسول فتركه و رجع. فلما قدم أخبر المنصور بما كان و بما همّ به أبو مسلم من قتله، فغضب المنصور و خشي أن يذهب أبو مسلم إلى‌


[1] زيادة وجدت بهامش نسخة الاستانة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست