responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 58

الخلافة كل يوم، و استأذن الخليفة في الحج فأذن له، و قال: لو لا أنى عينت الحج لأخى أبى جعفر لأمرتك على الحج. و كان الّذي بين أبى جعفر و أبى مسلم خرابا و كان يبغضه، و ذلك لما رأى ما هو فيه من الحرمة حين قدم عليه نيسابور في البيعة للسفاح و للمنصور بعده، فحار في أمره لذلك، فحقد عليه المنصور و أشار على السفاح بقتله، فأمره بكتم ذلك. و حين قدم أمره بقتله أيضا و حرضه على ذلك، فقال له السفاح: قد علمت بلاءه معنا و خدمته لنا فقال أبو جعفر: يا أمير المؤمنين إنما ذلك بدولتنا، و اللَّه لو أرسلت سنورا لسمعوا لها و أطاعوا، و إنك إن لم تتعش به تغدى بك هو، فقال له: كيف السبيل إلى ذلك؟ فقال: إذا دخل عليك فحادثه ثم أجي‌ء أنا من ورائه فأضربه بالسيف.

قال: كيف بمن معه؟ قال: هم أذل و أقل. فأذن له في قتله، فلما دخل أبو مسلم على السفاح ندم على ما كان أذن لأخيه فيه، فبعث إليه الخادم يقول له: إن ذاك الّذي بينك و بينه ندم عليه فلا تفعله.

فلما جاءه الخادم وجده محتبيا بالسيف قد تهيأ لما يريد من قتل أبى مسلم. فلما نهاه عن ذلك غضب أبو جعفر غضبا شديدا. و فيها حج بالناس أبو جعفر المنصور عن ولاية أخيه السفاح، و سار معه إلى الحجاز أبو مسلم الخراساني عن أمر الخليفة، و أذن له في الحج، فلما رجعا من الحج و كانا بذات عرق جاء الخبر إلى أبى جعفر- و كان يسير قبل أبى مسلم بمرحلة- بموت أخيه السفاح، فكتب إلى أبى مسلم أن قد حدث أمر فالعجل العجل، فلما استعلم أبو مسلم الخبر عجل السير وراءه، فلحقه إلى الكوفة. و كانت بيعة المنصور على ما سيأتي بيانه و تفصيله قريبا و اللَّه سبحانه و تعالى أعلم.

و هذه ترجمة أبى العباس السفاح أول خلفاء بنى العباس و ذكر وفاته‌

هو عبد اللَّه السفاح- و يقال له المرتضى، و القاسم أيضا- ابن محمد ابن الامام ابن على السجاد ابن عبد اللَّه الخبر ابن العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أمير المؤمنين، و أمه ريطة- و يقال رائطة- بنت عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عبد الدار الحارثي، كان مولد السفاح بالحميمة من أرض الشراة من البلقاء بالشام، و نشأ بها حتى أخذ مروان أخاه إبراهيم الامام فانتقلوا إلى الكوفة. بويع له بالخلافة بعد مقتل أخيه في حياة مروان يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الأول بالكوفة كما تقدم.

و توفى بالجدري بالأنبار يوم الأحد الحادي عشر، و قيل الثالث عشر من ذي الحجة سنة ست و ثلاثين و مائة، و كان عمره ثلاثا، و قيل ثنتين، و قيل إحدى و ثلاثين سنة، و قيل ثمان و عشرين سنة. قاله غير واحد. و كانت خلافته أربع سنين و تسعة أشهر، و كان أبيض جميلا طويلا، أقنى الأنف، جعد الشعر، حسن اللحية، حسن الوجه، فصيح الكلام، حسن الرأى، جيد البديهة.

دخل عليه في أول ولايته عبد اللَّه بن حسن بن حسن بن على و معه مصحف و عند السفاح وجوه بنى هاشم من أهل بيته و غيرهم، فقال له: يا أمير المؤمنين أعطنا حقنا الّذي جعله اللَّه لنا في هذا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست