responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 57

عن بعض ما فيه نصرة للخليفة، فلم يردوا عليه، و استهانوا به، و أمر بضرب أعناقهم- و كانوا قريبا من عشرين رجلا و مثلهم من مواليهم- فاستعدى بنو عبد الدار على خازم بن خزيمة، إلى السفاح، و قالوا: قتل هؤلاء بلا ذنب، فهمّ السفاح بقتله فأشار عليه بعض الأمراء بأن لا يقتله و لكن ليبعثه مبعثا صعبا، فان سلم فذاك، و إن قتل كان الّذي أراد. فبعثه إلى عمان و كان بها طائفة من الخوارج قد تمردوا و جهز معه سبعمائة رجل، و كتب إلى عمه سليمان بالبصرة أن يحملهم في السفن إلى عمان ففعل، فقاتل الخوارج فكسرهم و قهرهم و استحوذ على ما هناك من البلاد، و قتل أمير الخوارج الصفرية و هو الجلندي، و قتل من أصحابه و أنصاره نحوا من عشرة آلاف، و بعث برءوسهم إلى البصرة، فبعث بها نائب البصرة إلى الخليفة. ثم بعد أشهر كتب إليه السفاح أن يرجع فرجع سالما غانما منصورا.

و فيها غزا أبو مسلم بلاد الصغد و غزا أبو داود أحد نواب أبى مسلم بلاد كش، فقتل خلقا كثيرا و غنم من الأواني الصينية المنقوشة بالذهب شيئا كثيرا جدا. و فيها بعث السفاح موسى ابن كعب إلى منصور بن جمهور و هو بالهند في اثنى عشر ألفا، فالتقاه موسى بن كعب و هو في ثلاثة آلاف فهزمه و استباح عسكره. و فيها مات عامل اليمن محمد بن يزيد بن عبد اللَّه بن عبد الدار، فاستخلف السفاح عليها عمه، و هو خال الخليفة. و فيها تحول السفاح من الحيرة إلى الأنبار.

و حج بالناس نائب الكوفة عيسى بن موسى، و نواب الأقاليم هم هم. و فيها توفى من الأعيان أبو هارون العبديّ، و عمارة بن جوين، و يزيد بن يزيد بن جابر الدمشقيّ و اللَّه أعلم.

[ثم دخلت سنة خمس و ثلاثين و مائة

فيها خرج زياد بن صالح من وراء نهر بلخ على أبى مسلم فأظفره اللَّه بهم فبدد شملهم و استقر أمره بتلك النواحي. و حج بالناس فيها سليمان بن على نائب البصرة. و النواب هم المذكورون قبلها.

و ممن توفى فيها من الأعيان: يزيد بن سنان، و أبو عقيل زهرة بن معبد، و عطاء الخراساني‌] [1]

ثم دخلت سنة ست و ثلاثين و مائة

فيها قدم أبو مسلم من خراسان على السفاح، و ذلك بعد استئذانه الخليفة في القدوم عليه، فكتب إليه أن يقدم في خمسمائة من الجند، فكتب إليه: إني قد وترت الناس، و إن أخشى من قلة الخمسمائة. فكتب إليه أن يقدم في ألف، فقدم في ثمانية آلاف، فرقهم و أخذ معه من الأموال و التحف و الهدايا شيئا كثيرا. و لما قدم لم يكن معه سوى ألف من الجند، فتلقاه القواد و الأمراء إلى مسافة بعيدة. و لما دخل على السفاح أكرمه و عظمه و احترمه و أنزله قريبا منه، و كان يأتى إلى‌


[1] سقط من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست