responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 56

إذ رآك موضعا لأمله، و رآني أهلا لحاجته، و قد قضيت أنا حاجته فصدق أنت أمله. و كان كثيرا ما ينشد هذا البيت:-

إذا خرج الكتاب كان دويهم‌* * * قسيا و أقلام القسي لها نبلا

و أبو سلمة حفص بن سليمان، هو أول من وزر لآل العباس، قتله أبو مسلم بالأنبار عن أمر السفاح، بعد ولايته بأربعة أشهر، في شهر رجب. و كان ذا هيئة فاضلا حسن المفاكهة، و كان السفاح يأنس به و يحب مسامرته لطيب محاضرته، و لكن توهم ميله لآل على فدس أبو مسلم عليه من قتله غيلة كما تقدم، فأنشد السفاح عند قتله:

إلى النار فليذهب و من كان مثله‌* * * على أي شي‌ء فاتنا منه نأسف‌

كان يقال له وزير آل محمد، و يعرف بالخلال، لسكناه بدرب الخلالين بالكوفة، و هو أول من سمى بالوزير، و قد حكى ابن خلكان عن ابن قتيبة أن اشتقاق الوزير من الوزر و هو الحمل، فكأن السلطان حمله أثقالا لاستناده إلى رأيه، كما يلجأ الخائف إلى جبل يعتصم به.

ثم دخلت سنة ثلاث و ثلاثين و مائة

فيها ولى السفاح عمه سليمان البصرة و أعمالها، و كور دجلة و البحرين و عمان. و وجه عمه إسماعيل ابن على إلى كور الأهواز. و فيها قتل داود بن على من بمكة و المدينة من بنى أمية، و فيها توفى داود ابن على بالمدينة في شهر ربيع الأول، و استخلف ابنه موسى على عمله، و كانت ولايته على الحجاز ثلاثة أشهر، فلما بلغ السفاح موته استناب على الحجاز خاله زياد بن عبيد اللَّه بن عبد الدار الحارثي، و ولى اليمن لابن خاله محمد بن يزيد بن عبيد اللَّه بن عبد الدار، و جعل إمرة الشام لعميه عبد اللَّه و صالح بنى على، و أقر أبا عون على الديار المصرية نائبا. و فيها توجه محمد بن الأشعث إلى إفريقية فقاتلهم قتالا شديدا حتى فتحها. و فيها خرج شريك بن شيخ المهري ببخارى على أبى مسلم و قال:

ما على هذا بايعنا آل محمد، على سفك الدماء و قتل الأنفس؟ و اتبعه على ذلك نحو من ثلاثين ألفا، فبعث إليه أبو مسلم زياد بن صالح الخزاعي فقاتله فقتله.

و فيها عزل السفاح أخاه يحيى بن محمد عن الموصل، و ولى عليه عمه إسماعيل. و فيها ولى الصائفة من جهته صالح بن على بن سعيد بن عبيد اللَّه و غزا ما وراء الدروب. و حج بالناس خال السفاح زياد ابن عبيد اللَّه بن عبد الدار الحارثي. و نواب البلاد هم الذين كانوا في التي قبلها سوى من ذكرنا أنه عزل‌

. ثم دخلت سنة أربع و ثلاثين و مائة

فيها خلع بسام بن إبراهيم بن بسام الطاعة و خرج على السفاح، فبعث إليه خازم بن خزيمة فقاتله فقتل عامة أصحابه، و استباح عسكره. و رجع فمر يملأ من بنى عبد الدار أخوال السفاح فسألهم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست