responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 55

لا يفيده ذلك شيئا، حتى جاء كتاب السفاح أن اقتله لا محالة [لا حول و لا قوة إلا باللَّه العلى العظيم كيف يعطى الأمان و ينكث؟ هذا فعل الجبابرة [1]] و أقسم عليه في ذلك. فأرسل إليه أبو جعفر طائفة من الخراسانية فدخلوا عليه و عنده ابنه داود و في حجره صبي صغير، و حوله مواليه و حاجبه، فدافع عنه ابنه حتى قتل و قتل خلق من مواليه، و خلصوا إليه، فألقى الصبى من حجره و خر ساجدا فقتل و هو ساجد، و اضطرب الناس، فنادى أبو جعفر في الناس بالأمان إلا عبد الملك بن بشر و خالد ابن سلمة المخزومي و عمر بن ذر. فسكن الناس ثم استؤمن لبعض هؤلاء و قتل بعضا.

و في هذه السنة بعث أبو مسلم الخراساني محمد بن الأشعث إلى فارس و أمره أن يأخذ عمال أبى سلمة الخلال فيضرب أعناقهم، ففعل ذلك. و فيها ولى السفاح أخاه يحيى بن محمد الموصل و أعمالها، و ولى عمه داود مكة و المدينة و اليمن و اليمامة، و عزله عن الكوفة و ولى مكانه عليها عيسى بن موسى، و ولى قضاءها ابن أبى ليلى، و كان على نيابة البصرة سفيان بن معاوية المهلبي، و على قضائها الحجاج ابن أرطاة، و على السند منصور بن جمهور، و على فارس محمد بن الأشعث. و على أرمينية و أذربيجان و الجزيرة أبو جعفر المنصور، و على الشام و أعمالها عبد اللَّه بن على عم السفاح، و على مصر أبو عون عبد الملك بن يزيد. و على خراسان و أعمالها أبو مسلم الخراساني، و على ديوان الخراج خالد بن برمك. و حج بالناس فيها داود بن على.

ذكر من توفى فيها من الأعيان‌

مروان بن محمد بن مروان بن الحكم أبو عبد الملك الأموي، آخر خلفاء بنى أمية، فقتل في العشر الأخير من ذي الحجة من هذه السنة كما تقدم ذلك مبسوطا، و وزيره عبد الحميد بن يحيى بن سعد مولى بنى عامر بن لؤيّ، الكاتب البليغ الّذي يضرب به المثل، فيقال فتحت الرسائل بعبد الحميد، و ختمت بابن العميد. و كان إماما في الكتابة و جميع فنونها، و هو القدوة فيها. و له رسائل في ألف ورقة، و أصله من قيسارية ثم سكن الشام، و تعلم هذا الشأن من سالم مولى هشام بن عبد الملك و كان يعقوب بن داود وزير المهدي يكتب بين يديه، و عليه تخريج، و كان ابنه إسماعيل بن عبد الحميد ماهرا في الكتابة أيضا، و قد كان أولا يعلم الصبيان ثم تقلبت به الأحوال أن صار وزيرا لمروان، و قتله السفاح و مثل به، و كان اللائق بمثله العفو عنه. و من مستجاد كلامه: العلم شجرة ثمرتها الألفاظ، و الفكر بحر لؤلؤه الحكمة. و من كلامه و قد رأى رجلا [2] يكتب خطا رديئا فقال: أطل جلفة قلمك و أسمنها، و حرّف قطتك و أيمنها. قال الرجل: ففعلت ذلك فجاد خطى. و سأله رجل أن يكتب له كتابا إلى بعض الأكابر يوصيه به، فكتب إليه: حقّ موصل كتابي إليك كحقّه عليّ‌


[1] زيادة من نسخة استامبول.

[2] هو إبراهيم بن جبلة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست