responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 54

واحدة، فان أرضك بها خوارج، فانشرحت لذلك، فلما صرت من مرو على فرسخين، خرج يتلقاني و معه الناس، فلما واجهني ترجل فقبل يدي، فأمرته فركب. فلما دخلت مرو نزلت في داره فمكث ثلاثا لا يسألنى في أي شي‌ء جئت، فلما كان في اليوم الرابع سألني ما أقدمك؟ فأخبرته بالأمر.

فقال: أ فعلها أبو سلمة؟ أنا أكفيكموه. فدعا مرّار بن أنس الضبيّ فقال: اذهب إلى الكوفة فحيث لقيت أبا سلمة فأقتله، و انته في ذلك إلى رأى الامام. فقدم مرار الكوفة الهاشمية، و كان أبو سلمة يسمر عند السفاح، فلما خرج قتله مرّار و شاع أن الخوارج قتلوه، و غلقت البلد. ثم صلى عليه يحيى بن محمد بن على أخو أمير المؤمنين، و دفن بالهاشمية، و كان يقال له وزير آل محمد. و يقال لأبى مسلم أمير آل محمد. قال الشاعر:

إن الوزير وزير آل محمد* * * أودى فمن يشناك كان وزيرا

و يقال إن أبا جعفر إنما سار إلى أبى مسلم بعد قتل أبى سلمة و كان معه ثلاثون رجلا على البريد، منهم الحجاج بن أرطاة، و إسحاق بن الفضل الهاشمي، و جماعة من السادات. و لما رجع أبو جعفر من خراسان قال لأخيه: لست بخليفة ما دام أبو مسلم حيا حتى تقتله، لما رأى من طاعة العساكر له، فقال له السفاح: اكتمها فسكت. ثم إن السفاح بعث أخاه أبا جعفر إلى قتال ابن هبيرة بواسط، فلما اجتاز بالحسن بن قحطبة أخذه معه، فلما أحيط بابن هبيرة كتب إلى محمد بن عبد اللَّه بن حسن ليبايع له بالخلافة فأبطأ عليه جوابه، فمال إلى مصالحة أبى جعفر، فاستأذن أبو جعفر أخاه السفاح في ذلك فأذن له في المصالحة، فكتب له أبو جعفر كتابا بالصلح، فمكث ابن هبيرة يشاور فيه العلماء أربعين يوما. ثم خرج يزيد بن عمر بن هبيرة إلى أبى جعفر في ألف و ثلاثمائة من البخارية، فلما دنا من سرادق أبى جعفر همّ أن يدخل بفرسه فقال الحاجب سلام: انزل أبا خالد. فنزل و كان حول السرادق عشرة آلاف من أهل خراسان، ثم أذن له في الدخول فقال: أنا و من معى؟ قال: لا بل أنت وحدك، فدخل و وضعت له وسادة فجلس عليها، فحادثه أبو جعفر ساعة ثم خرج من عنده فأتبعه أبو جعفر بصره، ثم جعل يأتيه يوما بعد يوم في خمسمائة فارس و ثلاثمائة راجل، فشكوا ذلك إلى أبى جعفر فقال أبو جعفر للحاجب: مرة فليأت في حاشيته، فكان يأتى في ثلاثين نفسا، فقال الحاجب: كأنك تأتى متأهبا [1]؟ فقال: لو أمرتموني بالمشي لمشيت إليكم، ثم كان يأتى في ثلاثة أنفس.

و قد خاطب ابن هبيرة يوما لأبى جعفر فقال له في غبون كلامه: يا هناه- أو قال يا أيها المرء- ثم اعتذر إليه بأنه قد سبق لسانه إلى ذلك، فأعذره. و قد كان السفاح كتب إلى أبى مسلم يستشيره في مصالحة ابن هبيرة فنهاه عن ذلك، و كان السفاح لا يقطع أمرا دونه، فلما وقع الصلح على يدي أبى جعفر لم يحب السفاح ذلك و لم يعجبه، و كتب إلى أبى جعفر يأمره بقتله، فراجعه أبو جعفر مرارا


[1] في تاريخ ابن جرير «مباهيا».

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست