responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 53

نائب أبى جعفر المنصور في أيام المنصور، فقتله و بعث برأسه و بابنين له أخذهما أسيرين فأطلقهما المنصور في أيامه. و قد قيل إن وقعة السفياني يوم الثلاثاء آخر يوم من ذي الحجة سنة ثنتين و ثلاثين و مائة فاللَّه أعلم.

و ممن خلع السفاح أيضا أهل الجزيرة حين بلغهم أن أهل قنسرين خلعوا، فوافقوهم و بيضوا و ركبوا إلى نائب حران من جهة السفاح- و هو موسى بن كعب- و كان في ثلاثة آلاف قد اعتصم بالبلد، فحاصروه قريبا من شهرين، ثم بعث السفاح أخاه أبا جعفر المنصور فيمن كان بواسط محاصري ابن هبيرة، فمر في مسيره إلى حران بقرقيسياء و قد بيضوا فغلقوا أبوابها دونه، ثم مر بالرقة و عليها بكار بن مسلم و هم كذلك، ثم بحاجر و عليها إسحاق بن مسلم فيمن معه من أهل الجزيرة يحاصرونها فرحل إسحاق عنها إلى الرّها، و خرج موسى بن كعب فيمن معه من جند حران فتلقاه المنصور و دخلوا في جيشه، و قدم بكار بن مسلم على أخيه إسحاق بن مسلم بالرها فوجهه إلى جماعة ربيعة بدارا و ماردين، و رئيسهم حروري يقال له بريكة، فصارا حزبا واحدا، فقصد إليهم أبو جعفر فقاتلهم قتالا شديدا، فقتل بريكة في المعركة، و هرب بكار إلى أخيه بالرها، فاستخلفه بها و مضى بمعظم العسكر [حتى نزل‌] سميساط و خندق على عسكره، و أقبل أبو جعفر فحاصر بكارا بالرها، و جرت له معه وقعات. و كتب السفاح إلى عمه عبد اللَّه بن على أن يسير إلى سميساط و قد اجتمع على إسحاق بن مسلم ستون ألفا من أهل الجزيرة، فسار إليهم عبد اللَّه و اجتمع إليه أبو جعفر المنصور، فكاتبهم إسحاق و طلب منهم الأمان فأجابوه إلى ذلك، على إذن أمير المؤمنين. و ولى السفاح أخاه أبا جعفر المنصور الجزيرة و أذربيجان و أرمينية، فلم يزل عليها حتى أفضت إليه الخلافة بعد أخيه، و يقال إن إسحاق بن مسلم العقيلي إنما طلب الأمان لما تحقق أن مروان قد قتل، و ذلك بعد مضى سبعة أشهر و هو محاصر، و قد كان صاحبا لأبى جعفر المنصور فآمنه.

و في هذه السنة ذهب أبو جعفر المنصور عن أمر أخيه السفاح إلى أبى مسلم الخراساني و هو أميرها، ليستطلع رأيه في قتل أبى سلمة، لأنه كان يريد أن يصرف الخلافة عنهم، فيسأله هل ذلك كان عن ممالأة أبى مسلم لأبى سلمة في ذلك أم لا؟ فسكت القوم، فقال السفاح: لئن كان هذا عن رأيه إنا لبعر بلاء عظيم، إلا أن يدفعه اللَّه عنا. قال أبو جعفر فقال لي أخى: ما ترى؟

فقلت: الرأى رأيك. فقال: إنه ليس أحد أخصّ بأبي مسلم منك، فاذهب إليه فاعلم لي علمه، فان كان عن رأيه احتلنا له، و إن لم يكن عن رأيه طابت أنفسنا. قال أبو جعفر: فخرجت إليه قاصدا على وجل. قال المنصور: فلما وصلت إلى الري إذا كتاب أبى ملم إلى نائبها يستحثنى إليه في المسير، فازددت وجلا، فلما انتهيت إلى نيسابور إذا كتابه يستحثنى أيضا و قال لنائبها: لا تدعه يقر ساعة

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست