responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 52

ذكر استقرار أبى العباس السفاح‌

و هو عبد اللَّه بن محمد بن على بن عبد اللَّه بن عباس و استقلاله بالخلافة و ما أعتمده في أيامه من السيرة الحسنة قد تقدم أنه أول ما بويع له بالخلافة بالكوفة يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الآخر، و قيل الأول من هذه السنة، سنة ثنتين و ثلاثين و مائة، ثم جرد الجيوش إلى مروان فطردوه عن المملكة و أجلوه عنها، و ما زالوا خلفه حتى قتلوه ببوصير من بلاد الصعيد، بأرض مصر، في العشر الأخير من ذي الحجة من هذه السنة على ما تقدم بيانه، و حينئذ استقل السفاح بالخلافة و استقرت يده على بلاد العراق و خراسان و الحجاز و الشام و الديار المصرية، خلا بلاد الأندلس، فإنه لم يحكم عليها و لا وصل سلطانه إليها، و ذلك أن بعض من دخلها من بنى أمية استحوذ عليها و ملكها كما سيأتي بيانه. و قد خرج على السفاح في هذه السنة طوائف، فمنهم أهل قنسرين بعد ما بايعوه على يدي عمه عبد اللَّه بن على و أقر عليهم أميرهم مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي، و كان من أصحاب مروان و أمرائه، فخلع السفاح و لبس البياض، و حمل أهل البلد على ذلك فوافقوه، و كان السفاح يومئذ بالحيرة، و عبد اللَّه بن على مشغول بالبلقاء يقاتل بها حبيب بن مرة المزي و من وافقه من أهل البلقاء و البثنية و حوران على خلع السفاح، فلما بلغه عن أهل قنسرين ما فعلوا صالح حبيب بن مرة و سار نحو قنسرين، فلما اجتاز بدمشق- و كان بها أهله و ثقله- استخلف عليها أبا غانم عبد الحميد بن ربعي الكناني في أربعة آلاف، فلما جاوز البلد و انتهى إلى حمص، نهض أهل دمشق مع رجل يقال له عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة فخلعوا السفاح و بيضوا و قتلوا الأمير أبا غانم و قتلوا جماعة من أصحابه و انتهبوا ثقل عبد اللَّه بن على و حواصله، و لم يتعرضوا لأهله. و تفاقم الأمر على عبد اللَّه و ذلك أن أهل قنسرين تراسلوا مع أهل حمص و تزمروا و اجتمعوا على أبى محمد السفياني، و هو أبو محمد بن عبد اللَّه بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، فبايعوه بالخلافة و قام معه نحو من أربعين ألفا فقصدهم عبد اللَّه بن على فالتقوا بمرج الأخرم، فاقتتلوا مع مقدمة السفياني و عليها أبو الورد فاقتتلوا قتالا شديدا و هزموا عبد الصمد و قتل من الفريقين ألوف، فتقدم إليهم عبد اللَّه بن على و معه حميد بن قحطبة فاقتتلوا قتالا شديدا جدا، و جعل أصحاب عبد اللَّه يفرون و هو ثابت و هو حميد. و ما زال حتى هزم أصحاب أبى الورد، و ثبت أبو الورد في خمسمائة فارس من أهل بيته و قومه، فقتلوا جميعا و هرب أبو محمد السفياني و من معه حتى لحقوا بتدمر، و أمن عبد اللَّه أهل قنسرين و سودوا و بايعوه و رجعوا إلى الطاعة، ثم كر عبد اللَّه راجعا إلى دمشق و قد بلغه ما صنعوا، فلما دنا منها تفرقوا عنها و لم يكن منهم قتال فأمنهم و دخلوا في الطاعة. و أما أبو محمد السفياني فإنه ما زال مضيعا و مشتتا حتى لحق بأرض الحجاز فقاتله‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست