responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 47

خمس سنين و شهرا، و بقي بعد أن بويع للسفاح تسعة أشهر، و كان أبيض مشربا حمرة، أزرق العينين، كبير اللحية، ضخم الهامة، ربعة، و لم يكن يخضب. ولاه هشام نيابة أذربيجان و أرمينية و الجزيرة، في سنة أربع عشرة و مائة، ففتح بلادا كثيرة و حصونا متعددة في سنين كثيرة، و كان لا يفارق الغزو في سبيل اللَّه، و قاتل طوائف من الناس الكفار و من الترك و الخزر و اللان و غيرهم، فكسرهم و قهرهم، و قد كان شجاعا بطلا مقداما حازم الرأى، لو لا أن جنده خذلوه بتقدير اللَّه عز و جل لما له في ذلك من حكمة سلب الخلافة لشجاعته و صرامته. و لكن من يخذل اللَّه يخذل، و من يهن اللَّه فما له من مكرم.

قال الزبير بن بكار عن عمه مصعب بن عبد اللَّه: كان بنو أمية يرون أن تذهب منهم الخلافة إذا وليها من أمه أمة، فلما وليها مروان هذا أخذت منهم في سنة ثنتين و ثلاثين و مائة.

و قد قال الحافظ ابن عساكر: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبى الحسين أخبرنا سهل بن بشر أنبأ الخليل ابن هبة اللَّه بن الخليل أنبأ عبد الوهاب الكلابي حدثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين أنبأ العباس ابن الوليد بن صبح ثنا عباس بن يحيى أبو الحارث حدثني الهيثم بن حميد حدثني راشد بن داود عن أسماء عن ثوبان قال. قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): «لا تزال الخلافة في بنى أمية يتلقفونها تلقف الغلمان الكرة، فإذا خرجت من أيديهم فلا خير في عيش».

هكذا أورده ابن عساكر و هو منكر جدا، و قد سأل الرشيد أبا بكر بن عياش: من خير الخلفاء نحن أو بنو أمية؟ فقال: هم كانوا أنفع للناس، و أنتم أقوم للصلاة، فأعطاه ستة آلاف. قالوا و قد كان مروان هذا كثير المروءة كثير العجب، يعجبه اللهو و الطرب، و لكنه كان يشتغل عن ذلك بالحرب.

قال ابن عساكر: قرأت بخط أبى الحسين على بن مقلد بن نصر بن منقذ بن الأمير في مجموع له:

كتب مروان بن محمد إلى جارية له تركها بالرملة عند ذهابه إلى مصر منهزما:

و ما زال يدعوني إلى الصبر ما أرى‌* * * فآبى و يدنيني الّذي لك في صدري‌

و كان عزيزا أن تبيتى و بيننا* * * حجاب فقد أمسيت منى على عشر

و أنكاهما و اللَّه للقلب فاعلمي‌* * * إذا زدت مثليها فصرت على شهر

و أعظم من هذين و اللَّه أننى‌* * * أخاف بان لا نلتقي آخر الدهر

سأبكيك لا مستبقيا فيض عبرة* * * و لا طالبا بالصبر عاقبة الصبر

و قال بعضهم: اجتاز مروان و هو هارب براهب فاطلع عليه الراهب فسلم عليه فقال له: يا راهب هل عندك علم بالزمان؟ قال: نعم! عندي من تلونه ألوان. قال: هل تبلغ الدنيا من الإنسان أن تجعله مملوكا [بعد أن كان مالكا؟ قال: نعم! قال: فكيف؟ قال: بحبه لها و حرصه على نيل شهواتها]

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست