responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 44

أين الفرار و ترك الملك إذ ذهبت‌* * * عنك الهوينا فلا دين و لا حسب‌

فراشة الحلم فرعون العقاب و إن‌* * * تطلب نداه فكلب دونه كلب‌

و احتاز عبد اللَّه ما في معسكر مروان من الأموال و الأمتعة و الحواصل، و لم يجد فيه امرأة سوى جارية كانت لعبد اللَّه بن مروان، و كتب إلى أبى العباس السفاح بما فتح اللَّه عليه من النصر، و ما حصل لهم من الأموال. فصلى السفاح ركعتين شكرا للَّه عز و جل، و أطلق لكل من حضر الوقعة خمسمائة خمسمائة، و رفع في أرزاقهم إلى ثمانين، و جعل يتلو قوله‌ فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ الآية

صفة مقتل مروان‌

لما انهزم مروان سار لا يلوى على أحد، فأقام عبد اللَّه بن على في مقام المعركة سبعة أيام، ثم سار خلفه بمن معه من الجنود، و ذلك عن أمر السفاح له بذلك، فلما مر مروان بحران اجتازها و أخرج أبا محمد السفياني من سجنه، و استخلف عليها أبان بن يزيد- و هو ابن أخته، و زوج ابنته أم عثمان- فلما قدم عبد اللَّه على حران خرج إليه أبان بن يزيد مسودا فأمنه عبد اللَّه بن على و أقره على عمله، و هدم الدار التي سجن فيها إبراهيم الامام، و اجتاز مروان قنسرين قاصدا حمص، فلما جاءها خرج إليه أهلها بالأسواق و المعايش، فأقام بها يومين أو ثلاثة ثم شخص منها، فلما رأى أهل حمص قلة من معه اتبعوه ليقتلوه و نهبوا ما معه، و قالوا: مرعوب مهزوم، فأدركوه بواد عند حمص فأكمن لهم أميرين، فلما تلاحقوا بمروان عطف عليهم فناشدهم أن يرجعوا فأبوا إلا مقاتلته، فثار القتال بينهم و ثار الكمينان من ورائهم، فانهزم الحمصيون، و جاء مروان إلى دمشق و على نيابتها من جهته زوج ابنته الوليد ابن معاوية بن مروان، فتركه بها و اجتاز عنها قاصدا إلى الديار المصرية، و جعل عبد اللَّه بن على لا يمر ببلد و قد سودوا فيبايعونه و يعطيهم الأمان، و لما وصل إلى قنسرين وصل إليه أخوه عبد الصمد ابن على في أربعة آلاف، قد بعثهم السفاح مددا له، ثم سار عبد اللَّه حتى أتى حمص، ثم سار منها إلى بعلبكّ، ثم منها حتى أتى دمشق من ناحية المزة فنزل بها يومين أو ثلاثة، ثم وصل إليه أخوه صالح ابن على في ثمانية آلاف مددا من السفاح، فنزل صالح بمرج عذراء، و لما جاء عبد اللَّه بن على دمشق نزل على الباب الشرقي، و نزل صالح أخوه على باب الجابية، و نزل أبو عون على باب كيسان، و نزل بسام على الباب الصغير، و حميد بن قحطبة على باب توما، و عبد الصمد و يحيى بن صفوان و العباس بن يزيد على باب الفراديس، فحاصرها أياما ثم افتتحها يوم الأربعاء لعشر خلون من رمضان هذه السنة، فقتل من أهلها خلقا كثيرا و أباحها ثلاث ساعات، و هدم سورها، و يقال إن أهل دمشق لما حاصرهم عبد اللَّه اختلفوا فيما بينهم، ما بين عباسي و أموى، فاقتتلوا فقتل بعضهم بعضا، و قتلوا نائبهم ثم سلموا البلد، و كان أول من صعد السور من ناحية الباب الشرقي رجل يقال له عبد اللَّه الطائي، و من‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست