responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 43

بيته، فانتدب له عبد اللَّه بن على فقال: سر على بركة اللَّه، فسار في جنود كثيرة فقدم على أبى عون فتحول له أبو عون عن سرادقه، و خلاه له و ما فيه، و جعل عبد اللَّه بن على على شرطته حياش ابن حبيب الطائي، و نصير بن المحتفز، و وجه أبو العباس موسى بن كعب في ثلاثين رجلا على البريد إلى عبد اللَّه بن على يحثه على مناجزة مروان، و المبادرة إلى قتاله و نزاله قبل أن تحدث أمور، و تبرد نيران الحرب. فتقدم عبد اللَّه بن على بجنوده حتى واجه جيش مروان، و نهض مروان في جنوده و تصاف الفريقان في أول النهار، و يقال إنه كان مع مروان يومئذ مائة ألف و خمسون ألفا، و يقال مائة و عشرون ألفا، و كان عبد اللَّه بن على في عشرين ألفا. فقال مروان لعبد العزيز بن عمر ابن عبد العزيز: إن زالت الشمس يومئذ و لم يقاتلونا كنا نحن الذين ندفعها إلى عيسى بن مريم، و إن قاتلونا قبل الزوال ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. ثم أرسل مروان إلى عبد اللَّه بن على يسأله الموادعة، فقال عبد اللَّه: كذب ابن زريق، لا تزول الشمس حتى أوطئه الخيل إن شاء اللَّه، و كان ذلك يوم السبت لإحدى عشر ليلة خلت من جمادى الآخرة من هذه السنة، فقال مروان: قفوا لا تبتدئون بقتال، و جعل ينظر إلى الشمس فخالفه الوليد بن معاوية بن مروان- و هو ختن مروان على ابنته- فحمل، فغضب مروان فشتمه فقاتل أهل الميمنة فانحاز أبو عون إلى عبد اللَّه بن على، فقاتل موسى بن كعب لعبد اللَّه بن على، فأمر الناس فنزلوا و نودي الأرض الأرض، فنزلوا و أشرعوا الرماح و جثوا على الركب و قاتلوهم، و جعل أهل الشام يتأخرون كأنما يدفعون، و جعل عبد اللَّه يمشى قدما، و جعل يقول: يا رب حتى متى نقتل فيك، و نادى: يا أهل خراسان، يا شارات إبراهيم الامام، يا محمد يا منصور، و اشتد القتال جدا بين الناس، فلا تسمع إلا وقعا كالمرازب على النحاس، فأرسل مروان إلى قضاعة يأمرهم بالنزول فقالوا: قل لبني سليم فلينزلوا، و أرسل إلى السكاسك أن احملوا فقالوا: قل لبني عامر أن يحملوا، فأرسل إلى السكون أن احملوا فقالوا: قل إلى غطفان فليحملوا.

فقال لصاحب شرطته: انزل فقال لا و اللَّه لا أجعل نفسي غرضا. قال: أما و اللَّه لأسوءنك. قال:

وددت و اللَّه لو قدرت على ذلك.

و يقال: إنه قال ذلك لابن هبيرة قالوا: ثم انهزم أهل الشام و اتبعتهم أهل خراسان في أدبارهم يقتلون و يأسرون، و كان من غرق من أهل الشام أكثر ممن قتل و كان في جملة من غرق إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك المخلوع، و قد أمر عبد اللَّه بن على بعقد الجسر، و استخراج من غرق في الماء، و جعل يتلو قوله تعالى‌ وَ إِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَ أَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ‌ و أقام عبد اللَّه ابن على في موضع المعركة سبعة أيام، و قد قال رجل من ولد سعيد بن العاص في مروان و فراره يومئذ:

لج الفرار بمروان فقلت له‌* * * عاد الظلوم ظليما همه الهرب‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست