responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 42

فبعدا للقوم الظالمين. و أدان اللَّه من مروان، و قد غره باللَّه الغرور، و أرسل عدو اللَّه في عنانه حتى عثر جواده في فضل خطامه، أظن عدو اللَّه أن لن يقدر عليه أحد؟ فنادى حزبه و جمع جنده و رمى بكتائبه فوجد أمامه و وراءه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته من مكر اللَّه و بأسه و نقمته ما أمات باطله، و محق ضلاله، و أحل دائرة السوء به، و أحاط به خطيئته، و رد إلينا حقنا و آوانا.

أيها الناس! إن أمير المؤمنين نصره اللَّه نصرا عزيزا، إنما عاد إلى المنبر بعد صلاة الجمعة لأنه كره أن يخلط بكلام الجمعة غيره، و إنما قطعة عن استتمام الكلام شدة الوعك، فادعوا اللَّه لأمير المؤمنين بالعافية، فقد أبدلكم اللَّه بمروان عدو الرحمن، و خليفة الشيطان، المتبع للسفلة الذين يفسدون في الأرض و لا يصلحون. المتوكل على اللَّه المقتدى بالأبرار الأخيار الذين أصلحوا الأرض بعد فسادها بمعالم الهدى، و مناهج التقى. قال فعج الناس له بالدعاء ثم قال: و اعلموا يا أهل الكوفة أنه لم يصعد منبركم هذا خليفة بعد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إلا أمير المؤمنين على بن أبى طالب و أمير المؤمنين هذا- و أشار بيده إلى السفاح- و اعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج عنا، حتى نسلمه إلى عيسى بن مريم (عليه السلام)، و الحمد للَّه رب العالمين على ما أبلانا و أولانا. ثم نزل أبو العباس و داود حتى دخلا القصر. ثم دخل الناس يبايعون إلى العصر، ثم من بعد العصر إلى الليل.

ثم إن أبا العباس خرج فعسكر بظاهر الكوفة و استخلف عليها عمه داود، و بعث عمه عبد اللَّه ابن على إلى أبى عون بن أبى يزيد، و بعث ابن أخيه عيسى بن موسى إلى الحسن بن قحطبة. و هو يومئذ بواسط يحاصر ابن هبيرة، و بعث يحيى بن [جعفر بن‌] تمام بن العباس إلى حميد بن قحطبة بالمدائن، و بعث أبا اليقظان عثمان بن عروة بن محمد بن عمار بن ياسر إلى بسام بن إبراهيم بن بسام بالأهواز، و بعث سلمة بن عمرو بن عثمان إلى مالك بن الطواف. و أقام هو بالعسكر أشهرا، ثم ارتحل فنزل المدينة الهاشمية في قصر الامارة، و قد تنكر لأبى سلمة الخلال، و ذلك لما كان بلغه عنه من العدول بالخلافة عن ابن العباس إلى آل على بن أبى طالب و اللَّه سبحانه و تعالى أعلم.

ذكر مقتل مروان بن محمد بن مروان‌

آخر خلفاء بنى أمية، و تحول الخلافة إلى بنى العباس مأخوذ من قوله تعالى‌ وَ اللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ و قوله‌ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ‌ الآية. و قد ذكرنا أن مروان لما بلغه خبر أبى مسلم و أتباعه و ما جرى بأرض خراسان، تحول من حران فنزل على نهر قريب من الموصل، يقال له الزاب من أرض الجزيرة ثم لما بلغه أن السفاح قد بويع له بالكوفة و التفت عليه الجنود، و اجتمع له أمره، شق عليه جدا، و جمع جنوده فتقدم إليه أبو عون بن أبى يزيد في جيش كثيف و هو أحد أمراء السفاح، فنازله على الزاب و جاءته الأمداد من جهة السفاح، ثم ندب السفاح الناس ممن يلي القتال من أهل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست