responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 41

الْأَقْرَبِينَ‌ و قال: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى‌ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى‌ فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‌ وَ الْيَتامى‌ وَ الْمَساكِينِ‌ الآية. فأعلمهم عز و جل فضلنا و أوجب عليهم حقنا و مودتنا، و أجزل من الفي‌ء و الغنيمة نصيبنا تكرمة لنا، و تفضلة علينا، و اللَّه ذو الفضل العظيم. و زعمت السبابية الضلال أن غيرنا أحق بالرياسة و السياسة و الخلافة منا، فشاهت وجوههم. أيها الناس بنا هدى اللَّه الناس بعد ضلالتهم، و نصرهم بعد جهالتهم، و أنقذهم بعد هلكتهم و أظهر بنا الحق و أدحض بنا الباطل، و أصلح بنا منهم ما كان فاسدا، و رفع بنا الخسيسة، و أتم النقيصة و جمع الفرقة، حتى عاد الناس بعد العداوة أهل تعاطف و بر و مواساة في دنياهم، و إخوانا على سرر متقابلين في أخراهم، فتح اللَّه علينا ذلك منة و منحة بمحمد (صلى اللَّه عليه و سلم)، فلما قبضه إليه قام بذلك الأمر بعده أصحابه، و أمرهم شورى بينهم، فحووا مواريث الأمم فعدلوا فيها، و وضعوها مواضعها، و أعطوها أهلها، و خرجوا خماصا منها. ثم وثب بنو حرب و مروان فابتزوها لأنفسهم، تداولوها. فجاروا فيها و استأثروا بها، و ظلموا أهلها، فأملى اللَّه لهم حينا فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ‌ فانتزع منهم ما بأيديهم بأيدينا، و رد اللَّه علينا حقنا، و تدارك بنا أمتنا، و تولى أمرنا و القيام بنصرنا ليمنّ بنا على الذين استضعفوا في الأرض، و ختم بنا كما افتتح بنا، و إني لأرجو [أن‌] لا يأتيكم الجور من حيث جاءكم الخير، و لا الفساد من حيث جاءكم الصلاح، و ما توفيقنا أهل البيت إلا باللَّه. يا أهل الكوفة أنتم محل محبتنا و منزل مودتنا، و أنتم أسعد الناس بنا و أكرمهم علينا، و قد زدتكم في أعطياتكم مائة درهم، فاستعدوا فانا السفاح الهائج و الثائر المبير. و كان به وعك فاشتد عليه حتى جلس على المنبر و نهض عمه داود فقال: الحمد للَّه شكرا الّذي أهلك عدونا و أصار إلينا ميراثنا من بيتنا. أيها الناس الآن انقشعت حنادس الظلمات و انكشف غطاؤها، و أشرقت أرضها و سماؤها، فطلعت شمس الخلافة من مطلعها، و رجع الحق إلى نصابه، إلى أهل نبيكم أهل الرأفة و الرحمة و العطف عليكم، أيها الناس إنا و اللَّه ما خرجنا لهذا الأمر لنكنز لجينا و لا عقيانا و لا لنحفر نهرا و لا لنبنى قصرا و لا لنجمع ذهبا و لا فضة، و إنما أخرجتنا الأنفة من انتزاع حقنا و الغضب لبني عمنا، و لسوء سيرة بنى أمية فيكم، و استذلالهم لكم، و استئثارهم بفيئكم و صدقاتكم، فلم علينا ذمة اللَّه و ذمة رسوله العباس، أن نحكم فيكم بما أنزل اللَّه، و نعمل بكتاب اللَّه، و نسير في العمامة و الخاصة بسيرة رسول اللَّه، تباتبا لبني أمية و بنى مروان، آثروا العاجلة على الآجلة، و الدار الفانية على الدار الباقية، فركبوا الآثام و ظلموا الأنام، و ارتكبوا المحارم، و غشوا الجرائم، و جاروا في سيرتهم في العباد، و سنتهم في البلاد التي بها استلذوا تسربل الأوزار، و تجلبب الآصار، و مرحوا في أعنة المعاصي، و ركضوا في ميادين الغي، جهلا منهم باستدراج اللَّه، و عميا عن أخذ اللَّه، و أمنا لمكر اللَّه، فأتاهم بأس اللَّه بياتا و هم نائمون، فأصبحوا أحاديث و مزقوا كل ممزق،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست