responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 40

و الأمراء، ثم ارتحل بهم إلى موضع آخر، ثم لم يزل ينقلهم من مكان إلى مكان حتى فتحت البلاد.

ثم بويع للسفاح. و أما إبراهيم بن محمد الامام فإنه سير به إلى أمير المؤمنين في ذلك الزمان مروان ابن محمد و هو بحران فحبسه، و ما زال في السجن إلى هذه السنة، فمات في صفر منها في السجن، عن ثمان و أربعين سنة. و قيل إنه غمّ بمرققة وضعت على وجهه حتى مات عن إحدى و خمسين سنة، و صلى عليه رجل يقال له بهلول بن صفوان، و قيل إنه هدم عليه بيت حتى مات، و قيل بل سقى لبنا مسموما فمات، و قيل إن إبراهيم الامام شهد الموسم عام إحدى و ثلاثين، و اشتهر أمره هنالك لأنه وقف في أبهة عظيمة، و نجائب كثيرة، و حرمة وافرة، فأنهى أمره إلى مروان و قيل له: إن أبا مسلم يدعو الناس إلى هذا و يسمونه الخليفة، فبعث إليه في المحرم من سنة ثنتين و ثلاثين و قتله في صفر من هذه السنة، و هذا أصح مما تقدم: و قيل إنه إنما أخذه من الكوفة لا من حميمة البلقاء فاللَّه أعلم.

و قد كان إبراهيم هذا كريما جوادا له فضائل و فواضل، و روى الحديث عن أبيه عن جده، و أبى هاشم عبد اللَّه بن محمد بن الحنفية، و عنه أخواه عبد اللَّه السفاح، و أبو جعفر عبد اللَّه المنصور، و أبو سلمة عبد الرحمن بن مسلم الخراساني، و مالك بن هاشم. و من كلامه الحسن: الكامل المروءة من أحرز دينه، و وصل رحمه، و اجتنب ما يلام عليه.

خلافة أبى العباس السفاح‌

لما بلغ أهل الكوفة مقتل إبراهيم بن محمد، أراد أبو سلمة الخلال أن يحول الخلافة إلى آل على ابن أبى طالب، فغلبه بقية النقباء و الأمراء، و أحضروا أبا العباس السفاح و سلموا عليه بالخلافة، و ذلك بالكوفة، و كان عمره إذ ذاك ستا و عشرين سنة. و كان أول من سلم عليه بالخلافة أبو سلمة الخلال، و ذلك ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر من هذه السنة، فلما كان وقت صلاة الجمعة خرج السفاح على برذون أبلق، و الجنود ملبسة معه، حتى دخل دار الامارة، ثم خرج إلى المسجد الجامع و صلى بالناس، ثم صعد المنبر و بايعه الناس و هو على المنبر في أعلاه، و عمه داود ابن على واقف دونه بثلاث درج، و تكلم السفاح، و كان أول ما نطق به أن قال: الحمد للَّه الّذي اصطفى الإسلام لنفسه دينا، و كرمه و شرفه و عظمه، و اختاره لنا، و أيده بنا، و جعلنا أهله و كهفه و القوام به و الذابين عنه و الناصرين له، و ألزمنا كلمة التقوى و جعلنا أحق بها و أهلها، خصنا برحم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و قرابته، و وضعنا بالإسلام و أهله في الموضع الرفيع، و أنزل بذلك على أهل الإسلام كتابا يتلى عليهم. فقال تعالى‌ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و قال‌ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‌ و قال: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست