responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 38

قحطبة و أمده بالعساكر، فسار ابن ضبارة حتى التقى مع قحطبة في عشرين ألفا، فلما تواجه الفريقان رفع قحطبة و أصحابه المصاحف و نادى المنادي: يا أهل الشام، إنا ندعوكم إلى ما في هذا المصحف، فشتموا المنادي و شتموا قحطبة، فأمر قحطبة أصحابه أن يحملوا عليهم، فلم يكن بينهم كبير قتال حتى انهزم أصحاب ابن ضبارة، و اتبعهم أصحاب قحطبة فقتلوا منهم خلقا كثيرا، و قتلوا ابن ضبارة في العسكر [لشجاعته فإنه لم يول‌] و أخذوا من عسكرهم ما لم يحد و لا يوصف.

و فيها حاصر قحطبة نهاوند حصارا شديدا حتى سأله أهل الشام الذين بها أن يمهل أهلها حتى يفتحوا له الباب، ففتحوا له الباب و أخذوا لهم منه أمانا، فقال لهم من بها من أهل خراسان: ما فعلتم؟

فقالوا: أخذنا لنا و لكم أمانا، فخرجوا ظانين أنهم في أمان، فقال قحطبة للامراء الذين معه: كل من حصل عنده أسير من الخراسانيين فليضرب عنقه و ليأتنا برأسه، ففعلوا ذلك و لم يبق ممن كان هرب من أبى مسلم أحد، و أطلق الشاميين و أوفى لهم عهدهم و أخذ عليهم الميثاق أن لا يمالئوا عليه عدوا. ثم بعث قحطبة أبا عون إلى شهرزور، عن أمر أبى مسلم في ثلاثين ألفا فافتتحها، و قتل نائبها عثمان بن سفيان. و قيل لم يقتل بل تحول إلى الموصل و الجزيرة و بعث إلى قحطبة بذلك، و لما بلغ مروان خبر قحطبة و أبى مسلم و ما وقع من أمرهما، تحول مروان من حران فنزل بمكان يقال له الزاب الأكبر.

و فيها قصد قحطبة في جيش كثيف نائب العراق يزيد بن عمر بن هبيرة. فلما اقترب منه تقهقر ابن هبيرة إلى ورائه، و ما زال يتقهقر إلى أن جاوز الفرات، و جاء قحطبة فجازها وراءه، و كان من أمرهما ما سنذكره في السنة الآتية إن شاء اللَّه تعالى.

ثم دخلت سنة ثنتين و ثلاثين و مائة

في المحرم منها جاز قحطبة بن شبيب الفرات و معه الجنود و الفرسان، و ابن هبيرة مخيم على فم الفرات مما يلي الفلوجة، في خلق كثير و جم غفير، و قد أمده مروان بجنود كثيرة، و انضاف إليه كل من انهزم من جيش ابن ضبارة. ثم إن قحطبة عدل إلى الكوفة ليأخذها، فاتبعه ابن هبيرة. فلما كانت ليلة الأربعاء لثمان مضين من المحرم اقتتلوا قتالا شديدا و كثر القتل في الفريقين، ثم ولى أهل الشام منهزمين و اتبعهم أهل خراسان، و فقد قحطبة من الناس فأخبرهم رجل أنه قتل و أوصى أن يكون أمير الناس من بعده ولده الحسن، و لم يكن الحسن حاضرا، فبايعوا حميد بن قحطبة لأخيه الحسن و ذهب البريد إلى الحسن ليحضر. و قتل في هذه الليلة جماعة من الأمراء. و الّذي قتل قحطبة معن ابن زائدة، و يحيى بن حصين و قيل بل قتله رجل ممن كان معه آخذا بثأر ابني نصر بن سيار فاللَّه أعلم. و وجد قحطبة في القتلى فدفن هنالك، و جاء الحسن بن قحطبة فسار نحو الكوفة، و قد خرج بها

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست