responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 37

يأمره بإقامة الحج للناس في هذه السنة، و يستعجله في المسير إلى مكة. فخرج من صنعاء في اثنى عشر راكبا، و ترك جيشه بصنعاء، و معه خرج فيه أربعون ألف دينار، فلما كان ببعض الطريق نزل منزلا إذ أقبل إليه أميران يقال لهما ابنا جمانة من سادات تلك الناحية، فقالوا ويحكم أنتم لصوص.

فقال: أنا ابن عطية و هذا كتاب أمير المؤمنين إليّ بأمره الحج، فنحن نعجل السير لندرك الموسم، فقالوا: هذا باطل، ثم حملوا عليهم فقتلوا ابن عطية و أصحابه و لم يفلت منهم إلى رجل واحد، و أخذوا ما معهم من المال.

قال أبو معشر: و حج بالناس في هذه السنة محمد بن عبد الملك بن مروان، و قد جعلت اليه إمرة المدينة و مكة و الطائف، و نائب العراق ابن هبيرة، و إمرة خراسان إلى نصر بن سيار، غير أن أبا مسلم قد استحوذ على مدن و قرى كثيرة من خراسان، و قد أرسل نصر إلى ابن هبيرة يستمده، بعشرة آلاف قبل أن لا يكفيه مائة ألف، و كتب أيضا إلى مروان يستمده، فكتب مروان إلى ابن هبيرة يمده بما أراد.

و ممن توفى فيها من الأعيان شعيب بن الحبحاب، و عبد العزيز بن صهيب، و عبد العزيز بن رفيع، و كعب بن علقمة، و محمد بن المنكدر. و اللَّه سبحانه أعلم.

ثم دخلت سنة إحدى و ثلاثين و مائة

في المحرم منها وجه قحطبة بن شبيب ولده الحسن إلى قوميس لقتال نصر بن سيار، و أردفه بالامداد، فخامر بعضهم إلى نصر و ارتحل نصر فنزل الرىّ، فأقام بها يومين ثم مرض فسار منها إلى همدان. فلما كان بساوه قريبا من همدان توفى لمضى ثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من هذه السنة، عن خمس و ثمانين سنة. فلما مات نصر تمكن أبو مسلم و أصحابه من بلاد خراسان، و قويت شوكتهم جدا، و سار قحطبة من جرجان، و قدم أمامه زياد بن زرارة القشيري، و كان قد ندم على اتباع أبى مسلم، فترك الجيش و أخذ جماعة معه و سلك طريق أصبهان ليأتى ابن ضبارة، فبعث قحطبة ورائه جيشا فقتلوا عامة أصحابه، و أقبل قحطبة وراءه قدم قومس و قد افتتحها ابنه الحسن فأقام بها، و بعث ابنه بين يديه إلى الري ثم ساق وراءه فوجده قد افتتحها فأقام بها و كتب إلى أبى مسلم بذلك. و ارتحل أبو مسلم من مرو فنزل نيسابور و استفحل أمره، و بعث قحطبة بعد دخوله الري ابنه الحسن بين يديه إلى همدان، فلما اقترب منها خرج منها مالك بن أدهم و جماعة من أجناد الشام و خراسان، فنزلوا نهاوند، فافتتح الحسن همدان ثم سار ورائهم إلى نهاوند، و بعث إليه أبوه بالأمداد فحاصرهم حتى افتتحها.

و في هذه السنة مات عامر بن ضبارة، و كان سبب ذلك أن ابن هبيرة كتب إليه أن يسير إلى‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست