responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 351

و كاتبه في الخد بالمسك جعفرا* * * بنفسي تحط المسك من حيث أثرا

لئن أودعت سطرا من المسك خدها* * * لقد أودعت قلبي من الحب اسطرا

فيا من مناها في السريرة جعفر* * * سقى اللَّه من سقيا ثناياك جعفرا

و يا من لمملوك بملك يمينه‌* * * مطيع له فيما اسر و أظهرا

قال ثم أمر المتوكل عربا فغنت به. و قال الفتح بن خاقان: دخلت يوما على المتوكل فإذا هو مطرق مفكر فقلت: يا أمير المؤمنين مالك مفكر؟ فو اللَّه ما على الأرض أطيب منك عيشا، و لا أنعم منك بالا. قال: بلى أطيب منى عيشا رجل له دار واسعة و زوجة صالحة و معيشة حاضرة، لا يعرفنا فنؤذيه، و لا يحتاج إلينا فنزدريه. و كان المتوكل محببا إلى رعيته قائما في نصرة أهل السنة، و قد شبهه بعضهم بالصديق في قتله أهل الردة، لأنه نصر الحق و رده عليهم حتى رجعوا إلى الدين. و بعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بنى أمية. و قد أظهر السنة بعد البدعة، و أخمد أهل البدع و بدعتهم بعد انتشارها و اشتهارها ف(رحمه اللَّه). و قد رآه بعضهم في المنام بعد موته و هو جالس في نور قال فقلت:

المتوكل؟ قال: المتوكل. قلت: فما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: بما ذا؟ قال: بقليل من السنة أحييتها. و روى الخطيب عن صالح بن أحمد أنه رأى في منامه ليلة مات المتوكل كأن رجلا يصعد به إلى السماء و قائلا يقول:

ملك يقاد إلى مليك عادل‌* * * متفضل في العفو ليس بجائر

و روى عن عمرو بن شيبان الحلبي قال: رأيت ليلة المتوكل قائلا يقول:-

يا نائم العين في أوطان جثمان‌* * * أفض دموعك يا عمرو بن شيبان‌

أما ترى الفئة الأرجاس ما فعلوا* * * بالهاشميّ و بالفتح بن خاقان‌

وافى إلى اللَّه مظلوما فضج له‌* * * أهل السموات من مثنى و وحدان‌

و سوف يأتيكم من بعده فتن‌* * * توقعوها لها شأن من الشان‌

فابكوا على جعفر و ابكوا خليفتكم‌* * * فقد بكاه جميع الأنس و الجان‌

قال: فلما أصبحت أخبرت الناس برؤياى فجاء نعى المتوكل أنه قد قتل في تلك الليلة، قال ثم رأيته بعد هذا بشهر و هو واقف بين يدي اللَّه عز و جل فقلت: ما فعل بك ربك؟ فقال: غفر لي.

قلت بما ذا؟ قال: بقليل من السنة أحييتها. قلت فما تصنع هاهنا؟ قال: أنتظر ابني محمدا أخاصمه إلى اللَّه الحليم العظيم الكريم.

و ذكرنا قريبا كيفية مقتله و أنه قتل في ليلة الأربعاء أول الليل لأربع خلت من شوال من هذه السنة- أعنى سنة سبع و أربعين و مائتين- بالمتوكلية و هي الماحوزية، و صلى عليه يوم الأربعاء،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست