responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 35

و في هذه السنة وجه أبو مسلم قحطبة بن شبيب إلى نيسابور لقتال نصر بن سيار، و مع قحطبة جماعة من كبار الأمراء، منهم خالد بن برمك. فالتقوا مع تميم بن نصر بن سيار و قد وجهه أبوه لقتالهم بطوس، فقتل قحطبة من أصحاب نصر نحوا من سبعة عشر ألفا في المعركة، و قد كان أبو مسلم بعث إلى قحطبة مددا نحو عشرة آلاف فارس، عليهم على بن معقل، فاقتتلوا فقتلوا من أصحاب نصر خلقا كثيرا، و قتلوا تميم بن نصر، و غنموا أموالا جزيلة جدا، ثم إن يزيد بن عمر بن هبيرة نائب مروان على العراق بعث سرية مددا لنصر بن سيار، فالتقى معهم قحطبة في مستهل ذي الحجة، و ذلك يوم الجمعة، فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم جند بنى أمية، و قتل من أهل الشام و غيرهم عشرة آلاف، منهم نباتة بن حنظلة عامل جرجان، فبعث قحطبة برأسه إلى أبى مسلم.

ذكر دخول أبى حمزة الخارجي المدينة النبويّة و استيلائه عليها مدة ثلاثة أشهر حتى ارتحل عنها

قال ابن جرير: و في هذه السنة كانت وقعة بقديد بين أبى حمزة الخارجي الّذي كان عام أول في أيام الموسم، فقتل من أهل المدينة من قريش خلقا كثيرا، ثم دخل المدينة و هرب نائبها عبد الواحد ابن سليمان، فقتل الخارجي من أهلها خلقا، و ذلك لتسع عشرة ليلة خلت من صفر من هذه السنة، ثم خطب على منبر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فوبخ أهل المدينة، فقال: يا أهل المدينة إني مررت بكم أيام الأحول- يعنى هشام بن عبد الملك- و قد أصابتكم عاهة في ثماركم فكتبتم إليه تسألونه أن يضع الخرص عنكم فوضعه، فزاد غنيكم غنى و زاد فقيركم فقرا، فكتبتم إليه جزاك اللَّه خيرا، فلا جزاه اللَّه خيرا. في كلام طويل. فأقام عندهم ثلاثة أشهر بقية صفر و شهري ربيع و بعض جمادى الأول فيما قال الواقدي و غيره. و قد روى المدائني أن أبا حمزة رقى يوما منبر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ثم قال: تعلمون يا أهل المدينة أنا لم نخرج من بلادنا بطرا و لا أشرا، و لا لدولة نريد أن نخوض فيها النار، و إنما أخرجنا من ديارنا أنا رأينا مصابيح الحق طمست، و ضعف القائل بالحق، و قتل القائم بالقسط، فلما رأينا ذلك ضاقت علينا الأرض بما رحبت، و سمعنا داعيا يدعو إلى طاعة الرحمن، و حكم القرآن، فأجبنا داعي اللَّه‌ وَ مَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ‌ أقبلنا من قبائل شتى، النفر منا على بعير واحد عليه زادهم و أنفسهم، يتعاورون لحافا واحدا قليلون مستضعفون في الأرض، فآوانا اللَّه و أيدنا بنصره، فأصبحنا و اللَّه بنعمة اللَّه إخوانا، ثم لقينا رجالكم بقديد فدعوناهم إلى طاعة الرحمن و حكم القرآن، و دعونا إلى طاعة الشيطان و حكم بنى مروان، فشتان لعمر اللَّه بين الغي و الرشد، ثم أقبلوا نحونا يهرعون قد ضرب الشيطان فيهم بجرانه و غلت بدمائهم مراجله، و صدق عليهم ظنه فاتبعوه، و أقبل أنصار اللَّه عصائب و كتائب، بكل مهند ذي رونق، فدارت رحانا و استدارت رحاهم، بضرب يرتاب منه المبطلون، و أنتم يا أهل المدينة إن تنصروا مروان يسحتكم اللَّه بعذاب من عنده أو

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست