responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 348

و دعبل بن على‌

ابن رزين بن سليمان الخزاعي، مولاهم الشاعر الماجن البليغ في المدح، و في الهجاء أكثر.

حضر يوما عند سهل بن هارون الكاتب و كان بخيلا، فاستدعى بغدائه فإذا ديك في قصعة، و إذا هو قاس لا يقطعه سكين إلا بشدة، و لا يعمل فيه ضرس. فلما حضر بين يديه فقد رأسه فقال للطباخ ويلك، ما ذا صنعت؟ أين رأسه، قال: ظننت أنك لا تأكله فألقيته، فقال: ويحك، و اللَّه إني لأعيب على من يلقى الرجلين فكيف بالرأس، و فيه الحواس الأربع، و منه يصوت و به، فضل عينيه و بهما يضرب المثل، و عرفه و به يتبرك، و عظمه أهنى العظام، فان كنت رغبت عن أكله فأحضره. فقال: لا أدرى أين هو؟ فقال: بل أنا أدرى، هو في بطنك قاتلك اللَّه. فهجاه بأبيات ذكر فيها بخلة و مسكه‌

. أحمد بن أبى الحواري‌

و اسمه [1] عبد اللَّه بن ميمون بن عياش بن الحارث أبو الحسن التغلبي الغطفانيّ، أحد العلماء الزهاد المشهورين، و العباد المذكورين، و الأبرار المشكورين، ذوى الأحوال الصالحة، و الكرامات الواضحة، أصله من الكوفة و سكن دمشق و تخرج بأبي سليمان الدارانيّ رحمهما اللَّه. و روى الحديث عن سفيان بن عيينة و وكيع و أبى أسامة و خلق. و عنه أبو داود و ابن ماجة و أبو حاتم و أبو زرعة الدمشقيّ، و أبو زرعة الرازيّ و خلق كثير. و قد ذكره أبو حاتم فأثنى عليه. و قال يحيى بن معين:

إني لأظن أن اللَّه يسقى أهل الشام به. و كان الجنيد بن محمد يقول: هو ريحانة الشام.

و روى ابن عساكر أنه كان قد عاهد أبا سليمان الدارانيّ ألا يغضبه و لا يخالفه، فجاءه يوما و هو يحدث الناس فقال: يا سيدي هذا قد سجروا التنور فما ذا تأمر؟ فلم يرد عليه أبو سليمان، لشغله بالناس، ثم أعادها أحمد ثانية، و قال له في الثالثة: اذهب فاقعد فيه. ثم اشتغل أبو سليمان في حديث الناس ثم استفاق فقال لمن حضره: إني قلت لأحمد: اذهب فاقعد في التنور، و إني أحسب أن يكون قد فعل ذلك، فقوموا بنا إليه. فذهبوا فوجدوه جالسا في التنور و لم يحترق منه شي‌ء و لا شعرة واحدة. و روى أيضا أن أحمد بن أبى الحواري أصبح ذات يوم و قد ولد له ولد و لا يملك شيئا يصلح به الولد، فقال لخادمه: اذهب فاستدن لنا وزنة من دقيق، فبينما هو في ذلك إذ جاءه رجل بمائتي درهم فوضعها بين يديه، فدخل عليه رجل في تلك الساعة فقال: يا أحمد إنه قد ولد لي الليلة ولد و لا أملك شيئا، فرفع طرفه إلى السماء و قال: يا مولاي هكذا بالعجلة. ثم قال للرجل: خذ هذه الدراهم، فأعطاه إياها كلها، و لم يبق منها شيئا، و استدان لأهله دقيقا. و روى عنه خادمه أنه خرج للثغر لأجل الرباط فما زالت الهدايا تفد إليه من بكرة النهار إلى الزوال، ثم فرقها كلها إلى وقت‌


[1] أي اسم أبى الحواري والد أحمد.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست