نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 345
و هو عم محمد بن يحيى الصولي، و كان جده صول بكر ملك جرجان و كان أصله منها، ثم تمجس ثم أسلم على يدي يزيد بن المهلب بن أبى صفرة، و لإبراهيم هذا ديوان شعر ذكره ابن خلكان و استجاد من شعره أشياء منها قوله:
و لرب نازلة يضيق بها الفتى* * * ذرعا و عند اللَّه منها مخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها* * * فرجت و كنت أظنها لا تفرج
و منها قوله:
كنت السواد لمقلتى* * * فبكى عليك الناظر
من شاء بعدك فليمت* * * فعليك كنت أحاذر
و من ذلك ما كتب به إلى وزير المعتصم محمد بن عبد الملك بن الزيات:
و كنت أخى بإخاء الزمان* * * فلما ثنى صرت حربا عوانا
و كنت أذم إليك الزمان* * * فأصبحت منك أذم الزمانا
و كنت أعدك للنائبات* * * فها أنا أطلب منك الأمانا
و له أيضا:
لا يمنعك خفض العيش في دعة* * * نزوع نفس إلى أهل و أوطان
تلقى بكل بلاد إن حللت بها* * * أهلا بأهل و أوطانا بأوطان
كانت وفاته بمنتصف شعبان من هذه السنة. بسر من رأى. و الحسن بن مخلد بن الجراح خليفة إبراهيم بن شعبان. قال: و مات هاشم بن فيجور في ذي الحجة.
قلت: و فيها توفى أحمد بن سعيد الرباطي. و الحارث بن أسد المحاسبي. أحد أئمة الصوفية. و حرملة ابن يحيى التجيبي صاحب الشافعيّ. و عبد اللَّه بن معاوية الجمحيّ. و محمد بن عمر العدني. و هارون ابن عبد اللَّه الحماني. و هناد بن السري.
ثم دخلت سنة أربع و أربعين و مائتين
في صفر منها دخل الخليفة المتوكل إلى مدينة دمشق في أبهة الخلافة و كان يوما مشهودا، و كان عازما على الاقامة بها، و أمر بنقل دواوين الملك إليها، و أمر ببناء القصور بها فبنيت بطريق داريا، فأقام بها مدة، ثم إنه استوخمها و رأى أن هواءها بارد ندي و ماءها ثقيل بالنسبة إلى هواء العراق و مائة، و رأى الهواء بها يتحرك من بعد الزوال في زمن الصيف، فلا يزال في اشتداد و غبار إلى قريب من ثلث الليل، و رأى كثرة البراغيث بها، و دخل عليه فصل الشتاء فرأى من كثرة الأمطار و الثلوج أمرا عجيبا، و غلت الأسعار و هو بها لكثرة الخلق الذين معه، و انقطعت الأجلاب بسبب كثرة الأمطار و الثلوج، فضجر منها ثم جهز بغا إلى بلاد الروم، ثم رجع من آخر السنة إلى سامرا بعد ما أقام بدمشق شهرين و عشرة أيام، ففرح به أهل بغداد فرحا شديدا. و فيها أتى المتوكل بالحربة
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 345