نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 343
مات أحمد بن حنبل اغتممت غما شديدا فرأيته في المنام و هو يتبختر في مشيته فقلت له: يا أبا عبد اللَّه أي مشية هذه؟ فقال: مشية الخدام في دار السلام. فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ فقال: غفر لي و توجنى و ألبسنى نعلين من ذهب، و قال لي: يا أحمد هذا بقولك القرآن كلامي، ثم قال لي: يا أحمد ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سفيان الثوري و كنت تدعو بهن في دار الدنيا، فقلت:
يا رب كل شيء، بقدرتك على كل شيء اغفر لي كل شيء حتى لا تسألنى عن شيء. فقال لي: يا أحمد هذه الجنة قم فادخلها. فدخلت فإذا أنا بسفيان الثوري و له جناحان أخضر ان يطير بهما من نخلة إلى نخلة، و من شجرة إلى شجرة، و هو يقول الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ... وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ. قال فقلت له: ما فعل بشر الحافى؟ فقال بخ بخ، و من مثل بشر؟ تركته بين يدي الجليل و بين يديه مائة من الطعام و الجليل مقبل عليه و هو يقول: كل يا من لم يأكل، و اشرب يا من لم يشرب، و أنعم يا من لم ينعم، أو كما قال. و قال أبو محمد بن أبى حاتم عن محمد بن مسلم ابن وارة قال: لما مات أبو زرعة رأيته في المنام فقلت له: ما فعل اللَّه بك؟ فقال قال الجبار: ألحقوه بأبي عبد اللَّه و أبى عبد اللَّه و أبى عبد اللَّه، مالك و الشافعيّ و أحمد بن حنبل. و قال أحمد بن خرّزاد الأنطاكي: رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت و قد بر الرب جل جلاله، لفصل القضاء، و كأن مناديا ينادى من تحت العرش: أدخلوا أبا عبد اللَّه و أبا عبد اللَّه و أبا عبد اللَّه و أبا عبد اللَّه الجنة. قال فقلت لملك إلى جنبي: من هؤلاء؟ فقال: مالك، و الثوري، و الشافعيّ و أحمد بن حنبل. و روى أبو بكر بن أبى خيثمة عن يحيى بن أيوب المقدسي قال: رأيت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في النوم و هو نائم و عليه ثوب مغطى به و أحمد بن حنبل و يحيى بن معين يذبان عنه. و قد تقدم في ترجمة أحمد بن أبى دؤاد عن يحيى الجلاء أنه رأى كأن أحمد بن حنبل في حلقة بالمسجد الجامع و أحمد بن أبى دؤاد في حلقة أخرى و كأن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) واقف بين الحلقتين و هو يتلو هذه الآية فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ و يشير إلى حلقة ابن أبى دؤاد فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ و يشير إلى أحمد بن حنبل و أصحابه
ثم دخلت سنة ثنتين و أربعين و مائتين
فيها كانت زلازل هائلة في البلاد، فمنها ما كان بمدينة قومس، تهدمت منها دور كثيرة، و مات من أهلها نحو من خمسة و أربعين ألفا و ستة و تسعين نفسا. و كانت باليمن و خراسان و فارس و الشام و غيرها من البلاد زلازل منكرة. و فيها أغارت الروم على بلاد الجزيرة فانتهبوا شيئا كثيرا و أسروا نحوا من عشرة آلاف من الذراري. فانا للَّه و إنا إليه راجعون. و فيها حج بالناس عبد الصمد بن موسى بن إبراهيم الامام بن محمد بن على نائب مكة.
و فيها توفى من الأعيان
الحسن بن على بن الجعد قاضى مدينة المنصور.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 343