responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 342

ذلك، و لم يستقر في قبره (رحمه اللَّه) إلا بعد صلاة العصر و ذلك لكثرة الخلق.

و قد روى البيهقي و غير واحد أن الأمير محمد بن طاهر أمر بحرز الناس فوجدوا ألف ألف و ثلاثمائة ألف، و في رواية و سبعمائة ألف سوى من كان في السفن. و قال ابن أبى حاتم: سمعت أبا زرعة يقول بلغني أن المتوكل أمر أن يمسح الموضع الّذي وقف الناس فيه حيث صلوا على الامام أحمد بن حنبل فبلغ مقاسه ألفى ألف و خمسمائة ألف. قال البيهقي عن الحاكم سمعت أبا بكر أحمد بن كامل القاضي يقول سمعت محمد بن يحيى الزنجاني سمعت عبد الوهاب الوراق يقول: ما بلغنا أن جمعا في الجاهلية و لا في الإسلام اجتمعوا في جنازة أكثر من الجمع الّذي اجتمع على جنازة أحمد بن حنبل. فقال عبد الرحمن بن أبى حاتم سمعت أبى يقول حدثني محمد بن العباس المكيّ سمعت الوركانى- جار أحمد ابن حنبل- قال: أسلم يوم مات أحمد عشرون ألفا من اليهود و النصارى و المجوس، و في بعض النسخ أسلم عشرة آلاف بدل عشرين ألفا فاللَّه أعلم.

و قال الدار قطنى: سمعت أبا سهل بن زياد سمعت عبد اللَّه بن أحمد يقول سمعت أبى يقول: قولوا لأهل البدع بيننا و بينكم الجنائز حين تمر. و قد صدق اللَّه قول أحمد في هذا، فإنه كان إمام السنة في زمانه، و عيون مخالفيه أحمد بن أبى دؤاد و هو قاضى قضاة الدنيا لم يحتفل أحد بموته، و لم يلتفت إليه. و لما مات ما شيعه إلا قليل من أعوان السلطان. و كذلك الحارث بن أسد المحاسبي مع زهده و ورعه و تنقيره و محاسبته نفسه في خطراته و حركاته، لم يصل عليه إلا ثلاثة أو أربعة من الناس.

و كذلك بشر بن غياث المريسي لم يصل عليه إلا طائفة يسيرة جدا، فلله الأمر من قبل و من بعد.

و قد روى البيهقي عن حجاج بن محمد الشاعر أنه قال: ما كنت أحب أن أقتل في سبيل اللَّه و لم أصلّ على الامام أحمد. و روى عن رجل من أهل العلم أنه قال يوم دفن أحمد: دفن اليوم سادس خمسة، و هم أبو بكر، و عمر، و عثمان و على و عمر بن عبد العزيز و أحمد. و كان عمره يوم مات سبعا و سبعين سنة و أياما أقل من شهر (رحمه اللَّه تعالى).

ذكر ما رئي له من المنامات الصالحة و ما رأى هو لنفسه‌

و قد صح‌

في الحديث: «لم يبق من النبوة إلا المبشرات». و في رواية «إلا الرؤيا يا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له».

و روى البيهقي عن الحاكم سمعت على بن محشاد سمعت جعفر بن محمد بن الحسين سمعت سلمة بن شبيب يقول: كنا عند أحمد بن حنبل و جاءه شيخ و معه عكازة فسلم و جلس فقال:

من منكم أحمد بن حنبل؟ فقال أحمد: أنا ما حاجتك؟ فقال ضربت إليك من أربعمائة فرسخ، أريت الخضر في المنام فقال لي: سر إلى أحمد بن حنبل و سل عنه و قل له: إن ساكن العرش و الملائكة راضون بما صبرت نفسك للَّه عز و جل. و عن أبى عبد اللَّه محمد بن خزيمة الإسكندراني. قال: لما

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست