responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 341

الحامدين، و أن ينصحوا الجماعة المسلمين، و أوصى أنى قد رضيت باللَّه ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا، و أوصى لعبد اللَّه بن محمد المعروف ببوران على نحو من خمسين دينارا و هو مصدق فيها فيقضى ماله على من غلة الدار إن شاء اللَّه، فإذا استوفى أعطى ولد صالح كل ذكر و أنثى عشرة دراهم.

ثم استدعى بالصبيان من ورثته فجعل يدعو لهم، و كان قد ولد له صبي قبل موته بخمسين يوما فسماه سعيدا، و كان له ولد آخر اسمه محمد قد مشى حين مرض فدعا، فالتزمه و قبله ثم قال: ما كنت أصنع بالولد على كبر السن؟ فقيل له: ذرية تكون بعدك يدعون لك. قال و ذاك إن حصل. و جعل يحمد اللَّه تعالى. و قد بلغه في مرضه عن طاوس أنه كان يكره أنين المريض فترك الأنين فلم يئن حتى كانت الليلة التي توفى في صبيحتها أنّ، و كانت ليلة الجمعة الثاني عشر من ربيع الأول من هذه السنة، فأنّ حين اشتد به الوجع. و قد روى عن ابنه عبد اللَّه و يروى عن صالح أيضا أنه قال:

حين احتضر أبى جعل يكثر أن يقول: لا بعد، لا بعد، فقلت: يا أبة ما هذه اللفظة التي تلهج بها في هذه الساعة؟ فقال: يا بنى إن إبليس واقف في زاوية البيت و هو عاض على إصبعه و هو يقول: فتنى يا أحمد؟ فأقول لا بعد لا بعد- يعنى لا يفوته حتى تخرج نفسه من جسده على التوحيد- كما جاء في بعض الأحاديث قال إبليس: يا رب و عزتك و جلالك ما أزال أغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال اللَّه: و عزتي و جلالي و لا أزال أغفر لهم ما استغفرونى.

و أحسن ما كان من أمره أنه أشار إلى أهله أن يوضئوه فجعلوا يوضئونه و هو يشير إليهم أن خللوا أصابعى و هو يذكر اللَّه عز و جل في جميع ذلك، فلما أكملوا وضوءه توفى (رحمه اللَّه) و رضى عنه. و قد كانت وفاته يوم الجمعة حين مضى منه نحو من ساعتين، فاجتمع الناس في الشوارع و بعث محمد بن طاهر حاجبه و معه غلمان و معهم مناديل فيها أكفان، و أرسل يقول: هذا نيابة عن الخليفة، فإنه لو كان حاضرا لبعث بهذا. فأرسل أولاده يقولون: إن أمير المؤمنين كان قد أعفاه في حياته مما يكره و أبوا أن يكفنوه بتلك الأكفان، و أتى بثوب كان قد غزلته جاريته فكفنوه و اشتروا معه عوز لفافة و حنوطا، و اشتروا له راوية ماء و امتنعوا ان يغسلوه بماء بيوتهم، لأنه كان قد هجر بيوتهم فلا يأكل منها و لا يستعير من أمتعتهم شيئا، و كان لا يزال متغضبا عليهم لأنهم كانوا يتناولون ما رتب لهم على بيت المال، و هو في كل شهر أربعة آلاف درهم. و كان لهم عيال كثيرة و هم فقراء. و حضر غسله نحو من مائة من بيت الخلافة من بنى هاشم، فجعلوا يقبلون بين عينيه و يدعون له و يترحمون عليه (رحمه اللَّه). و خرج الناس بنعشه و الخلائق حوله من الرجال و النساء ما لم يعلم عددهم إلا اللَّه، و نائب البلد محمد بن عبد اللَّه بن طاهر واقف في جملة الناس، ثم تقدم فعزى أولاد الامام أحمد فيه، و كان هو الّذي أم الناس في الصلاة عليه، و قد أعاد جماعة الصلاة عليه عند القبر و على القبر بعد أن دفن من أجل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست