responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 340

و كيف حاله. و جعل يستفتيه في أموال ابن أبى دؤاد فلا يجيب بشي‌ء، ثم إن المتوكل أخرج ابن أبى دؤاد من سرمن‌رأى إلى بغداد بعد أن أشهد عليه نفسه ببيع ضياعه و املاكه و أخذ أمواله كلها. قال عبد اللَّه بن أحمد: و حين رجع أبى من سامرا وجدنا عينيه قد دخلتا في موقيه، و ما رجعت إليه نفسه إلا بعد ستة أشهر، و امتنع أن يدخل بيت قرابته أو يدخل بيتا هم فيه أو ينتفع بشي‌ء مما هم فيه لأجل قبولهم أموال السلطان.

و كان مسير أحمد إلى المتوكل في سنة سبع و ثلاثين و مائتين، ثم مكث إلى سنة وفاته و كل يوم إلا و يسأل عنه المتوكل و يوفد إليه في أمور يشاوره فيها، و يستشيره في أشياء تقع له. و لما قدم المتوكل بغداد بعث إليه ابن خاقان و معه ألف دينار ليفرقها على من يرى، فامتنع من قبولها و تفرقتها، و قال:

إن أمير المؤمنين قد أعفانى مما أكره فردها. و كتب رجل رقعة إلى المتوكل يقول: يا أمير المؤمنين إن أحمد يشتم آباءك و يرميهم بالزندقة. فكتب فيها المتوكل: أما المأمون فإنه خلط فسلط الناس على نفسه، و أما أبى المعتصم فإنه كان رجل حرب و لم يكن له بصر بالكلام، و أما أخى الواثق فإنه استحق ما قيل فيه. ثم أمر أن يضرب الرجل الّذي رفع اليه الرقعة مائتي سوط، فأخذه عبد اللَّه بن إسحاق ابن إبراهيم فضربه خمسمائة سوط. فقال له الخليفة: لم ضربته خمسمائة سوط؟ فقال: مائتين لطاعتك و مائتين لطاعة اللَّه، و مائة لكونه قذف هذا الشيخ الرجل الصالح أحمد بن حنبل.

و قد كتب الخليفة إلى أحمد يسأله عن القول في القرآن سؤال استرشاد و استفادة لا سؤال تعنت و لا امتحان و لا عناد. فكتب إليه أحمد (رحمه اللَّه) رسالة حسنة فيها آثار عن الصحابة و غيرهم، و أحاديث مرفوعة. و قد أوردها ابنه صالح في المحنة التي ساقها، و هي مروية عنه، و قد نقلها غير واحد من الحفاظ

. ذكر وفاة الامام أحمد بن حنبل‌

قال ابنه صالح: كان مرضه في أول شهر ربيع الأول من سنة إحدى و أربعين و مائتين، و دخلت عليه يوم الأربعاء ثانى ربيع الأول و هو محموم يتنفس الصعداء و هو ضعيف، فقلت:

يا أبت ما كان غداؤك؟ فقال: ماء الباقلاء. ثم إن صالحا ذكر كثرة مجي‌ء الناس من الأكابر و عموم الناس لعيادته و كثرة حرج الناس عليه، و كان معه خريقة فيها قطيعات ينفق على نفسه منها، و قد أمر ولده عبد اللَّه أن يطالب سكان ملكه و أن يكفر عنه كفارة يمين، فأخذ شيئا من الأجرة فاشترى تمرا و كفر عن أبيه، و فضل من ذلك ثلاثة دراهم. و كتب الامام أحمد وصيته:

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌، هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله، أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون. و أوصى من أطاعه من أهله و قرابته أن يعبدوا اللَّه في العابدين، و أن يحمدوه في‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست