responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 333

التكة و حملتها بيدي، ثم جاءوني بدابة فحملت عليها فكدت أن أسقط على وجهي من ثقل القيود و ليس معى أحد يمسكنى، فسلم اللَّه حتى جئنا دار المعتصم، فأدخلت في بيت و أغلق عليّ و ليس عندي سراج، فأردت الوضوء فمددت يدي فإذا إناء فيه ماء فتوضأت منه، ثم قمت و لا أعرف القبلة، فلما. صبحت إذا أنا على القبلة و للَّه الحمد. ثم دعيت فأدخلت على المعتصم، فلما نظر إليّ و عنده ابن أبى دؤاد قال: أ ليس قد زعمتم أنه حدث الحسن و هذا شيخ مكهل؟ فلما دنوت منه و سلمت قال لي:

ادنه، فلم يزل يدنيني حتى قربت منه ثم قال: اجلس! فجلست و قد أثقلنى الحديد، فمكثت ساعة ثم قلت: يا أمير المؤمنين إلى م دعا إليه ابن عمك رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا اللَّه. قلت: فانى أشهد أن لا إله إلا اللَّه. قال: ثم ذكرت له حديث ابن عباس في وفد عبد القيس ثم قلت: فهذا الّذي دعا إليه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم). قال: ثم تكلم ابن أبى دؤاد بكلام لم أفهمه، و ذلك أنى لم أتفقه كلامه، ثم قال المعتصم: لو لا أنك كنت في يد من كان قبلي لم أتعرض إليك، ثم قال:

يا عبد الرحمن أ لم آمرك أن ترفع المحنة؟ قال أحمد: فقلت، اللَّه أكبر، هذا فرج للمسلمين، ثم قال:

ناظره يا عبد الرحمن، كلمه. فقال لي عبد الرحمن: ما تقول في القرآن؟ فلم أجبه، فقال المعتصم: أجبه فقلت: ما تقول في العلم؟ فسكت، فقلت. القرآن من علم اللَّه، و من زعم أن علم اللَّه مخلوق فقد كفر باللَّه، فسكت فقالوا فيما بينهم: يا أمير المؤمنين كفرك و كفرنا، فلم يلتفت إلى ذلك، فقال عبد الرحمن: كان اللَّه و لا قرآن، فقلت: كان اللَّه و لا علم؟ فسكت. فجعلوا يتكلمون من هاهنا و هاهنا، فقلت: يا أمير المؤمنين اعطونى شيئا من كتاب اللَّه أو سنة رسوله حتى أقول به، فقال:

ابن أبى دؤاد: و أنت لا تقول إلا بهذا و هذا؟ فقلت: و هل يقوم الإسلام إلا بهما. و جرت مناظرات طويلة، و احتجوا عليه بقوله‌ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ‌ و بقوله‌ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ و أجاب بما حاصله أنه عام مخصوص بقوله‌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فقال ابن أبى دؤاد: هو و اللَّه يا أمير المؤمنين ضال مضل مبتدع، و هنا قضاتك و الفقهاء فسلهم، فقال لهم: ما تقولون؟ فأجابوا بمثل ما قال ابن أبى دؤاد، ثم أحضروه في اليوم الثاني و ناظروه أيضا ثم في اليوم الثالث، و في ذلك كله يعلو صوته عليهم و تغلب حجته حججهم. قال: فإذا سكتوا فتح الكلام عليهم ابن أبى دؤاد، و كان من أجهلهم بالعلم و الكلام، و قد تنوعت بهم المسائل في المجادلة و لا علم لهم بالنقل، فجعلوا ينكرون الآثار و يردون الاحتجاج بها، و سمعت منهم مقالات لم أكن أظن أن أحدا يقولها، و قد تكلم معى ابن غوث [1] بكلام طويل ذكر فيه الجسم و غيره بما لا فائدة فيه، فقلت: لا أدرى ما تقول، إلا أنى أعلم أن اللَّه أحد صمد، ليس كمثله شي‌ء، فسكت عنى. و قد أوردت لهم حديث‌


[1] في هامش الأصل: لعله ابن غياث و هو المريسي.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست