responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 331

الآيات المتلوة، و الأخبار المأثورة، و بلغه ما أوصى به في المنام و اليقظة فرضى و سلم إيمانا و احتسابا، و فاز بخير الدنيا و نعيم الآخرة، و هيأه اللَّه بما آتاه من ذلك ليلوغ أعلى منازل أهل البلاء في اللَّه من أوليائه، و ألحق به محبيه فيما نال من كرامة اللَّه تعالى إن شاء اللَّه من غير بلية و باللَّه التوفيق و العصمة.

قال اللَّه تعالى‌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ، وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ‌ و قال اللَّه تعالى‌ وَ اصْبِرْ عَلى‌ ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ في سواها في معنى ما كتبنا.

و قد روى الامام أحمد الممتحن في مسندة قائلا فيه: حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن عاصم بن بهدلة سمعت مصعب بن سعد يحدث عن سعد قال: سألت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): أي الناس أشد بلاء؟ فقال: «الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى اللَّه الرجل على حسب دينه، فان كان رقيق الدين ابتلى على حسب ذلك، و إن كان صلب الدين ابتلى على حسب ذلك، و ما يزال البلاء بالرجل حتى يمشى على الأرض و ما عليه خطيئة».

و قد روى مسلم في صحيحة قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي ثنا أيوب عن أبى قلابة عن أنس. قال قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): «ثلاثة من كن فيه فقد وجد حلاوة الايمان: من كان اللَّه و رسوله أحب إليه مما سواهما، و أن يحب المرء لا يحبه إلا للَّه، و أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع الى الكفر بعد إذ أنقذه اللَّه منه». أخرجاه في الصحيحين.

و قال أبو القاسم البغوي: حدثنا أحمد بن حنبل ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو السكسكي ثنا عمرو بن قيس السكونيّ ثنا عاصم بن حميد قال: سمعت معاذ بن جبل يقول: «إنكم لم تروا إلا بلاء و فتنة، و لن يزداد الأمر إلا شدة، و لا الأنفس إلا شحا». و به قال معاذ: «لن تروا من الأئمة إلا غلظة و لن تروا أمرا يهولكم و يشتد عليكم إلا حضر بعده ما هو أشد منه». قال البغوي:

سمعت أحمد يقول: اللَّهمّ رضنا. و روى البيهقي عن الربيع قال بعثني الشافعيّ بكتاب من مصر إلى أحمد بن حنبل، فأتيته و قد انفتل من صلاة الفجر فدفعت إليه الكتاب فقال: أقرأته؟ فقلت:

لا! فأخذه فقرأه فدمعت عيناه، فقلت: يا أبا عبد اللَّه و ما فيه؟ فقال: يذكر أنه رأى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في المنام فقال: اكتب إلى أبى عبد اللَّه أحمد بن حنبل و اقرأ عليه منى السلام و قل له:

إنك ستمتحن و تدعى إلى القول بخلق القرآن فلا تجبهم، يرفع اللَّه لك علما إلى يوم القيامة. قال الربيع: فقلت حلاوة البشارة، فخلع قميصه الّذي يلي جلده فأعطانيه، فلما رجعت إلى الشافعيّ أخبرته فقال: إني لست أ فجعلك فيه، و لكن بله بالماء و أعطينيه حتى أتبرك به.

ذكر ملخص الفتنة و المحنة مجموعا من كلام أئمة السنة أثابهم اللَّه الجنة

قد ذكرنا فيما تقدم أن المأمون كان قد استحوذ عليه جماعة من المعتزلة فأزاغوه عن طريق الحق‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست