responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 329

باسمه فأبى أن يقبلها و قال: نحن في كفاية و جزاك اللَّه عن قصدك خيرا. و عرض عليه تاجر آخر ثلاثة آلاف دينار فامتنع من قبولها و قام و تركه. و نفدت نفقة أحمد و هو في اليمن فعرض عليه شيخه عبد الرزاق مل‌ء كفه دنانير فقال: نحن في كفاية و لم يقبلها. و سرقت ثيابه و هو باليمن فجلس في بيته ورد عليه الباب و فقده أصحابه فجاءوا إليه فسألوه فأخبرهم فعرضوا عليه ذهبا فلم يقبله و لم يأخذه منهم إلا دينارا واحدا ليكتب لهم به فكتب لهم بالأجر (رحمه اللَّه). و قال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة لا يذكر فيها شي‌ء من أمر الدنيا، و ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط. و روى البيهقي أن أحمد سئل عن التوكل فقال: هو قطع الاستشراف باليأس من الناس، فقيل له: هل من حجة على هذا؟ قال: نعم! إن إبراهيم لما رمى به في النار في المنجنيق عرض له جبريل فقال: هل لك من حاجة؟ قال: أما إليك فلا، قال: فسل من لك إليه حاجة. فقال: أحب الأمرين إليّ أحبهما إليه.

و عن أبى جعفر محمد بن يعقوب الصفار قال: كنا مع أحمد بن حنبل بسر من رأى فقلنا: ادع اللَّه لنا فقال: اللَّهمّ إنك تعلم أنك على أكثر مما نحب فاجعلنا على ما تحب دائما. ثم سكت. فقلنا:

زدنا فقال: اللَّهمّ إنا نسألك بالقدرة التي قلت للسماوات و الأرض (ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) اللَّهمّ وفقنا لمرضاتك، اللَّهمّ إنا نعوذ بك من الفقر إلا إليك، و نعوذ بك من الذل إلا لك، اللَّهمّ لا تكثر لنا فنطغى و لا تقل علينا فننسى، و هب لنا من رحمتك و سعة رزقك ما يكون بلاغا لنا في دنيانا، و غنى من فضلك. قال البيهقي: و في حكاية أبى الفضل التميمي عن أحمد: و كان يدعو في السجود: اللهم من كان من هذه الأمة على غير الحق و هو يظن أنه على الحق فرده إلى الحق ليكون من أهل الحق. و كان يقول: اللَّهمّ إن قبلت عن عصاة أمة محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) فداء فاجعلني فداء لهم. و قال صالح بن أحمد: كان أبى لا يدع أحدا يستقى له الماء للوضوء، بل كان يلي ذلك بنفسه، فإذا خرج الدلو ملآن قال: الحمد للَّه. فقلت: يا أبة ما الفائدة بذلك؟ فقال: يا بنى أما سمعت قول اللَّه عز و جل‌ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ‌ و الأخبار عنه في هذا الباب كثيرة جدا. و قد صنف أحمد في الزهد كتابا حافلا عظيما لم يسبق إلى مثله، و لم يلحقه أحد فيه. و المظنون بل المقطوع به أنه إنما كان يأخذ بما أمكنه منه (رحمه اللَّه).

و قال إسماعيل بن إسحاق السراج: قال لي أحمد بن حنبل: هل تستطيع أن تريني الحارث المحاسبي إذا جاء منزلك؟ فقلت: نعم! و فرحت بذلك، ثم ذهبت إلى الحارث فقلت له: إني أحب أن تحضر الليلة عندي أنت و أصحابك. فقال: إنهم كثير فأحضر لهم التمر و الكسب. فلما كان بين العشاءين جاءوا و كان الإمام أحمد قد سبقهم فجلس في غرفة بحيث يراهم و يسمع كلامهم و لا يرونه، فلما صلوا العشاء الآخرة لم يصلوا بعدها شيئا، بل جاءوا فجلسوا بين يدي الحارث سكوتا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست