responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 327

«إلى جسده يوم بعث».

و قد قال الشافعيّ لأحمد لما اجتمع به في الرحلة الثانية إلى بغداد سنة تسعين [1] و مائة و عمر أحمد إذ ذاك نيف و ثلاثون سنة. قال له: يا أبا عبد اللَّه إذا صح عندكم الحديث فأعلمني به أذهب إليه حجازيا كان أو شاميا أو عراقيا أو يمنيا- يعنى لا يقول بقول فقهاء الحجاز الذين لا يقبلون إلا رواية الحجازيين و ينزلون أحاديث من سواهم منزلة أحاديث أهل الكتاب- و قول الشافعيّ له هذه المقالة تعظيم لأحمد و إجلال له و انه عنده بهذه المثابة إذا صحح أو ضعف يرجع إليه. و قد كان الامام أحمد بهذه المثابة عند الأئمة و العلماء كما سيأتي ثناء الأئمة عليه و اعترافهم له بعلو المكانة في العلم و الحديث، و قد بعد صيته في زمانه و اشتهر اسمه في شبيبته في الآفاق.

ثم حكى البيهقي كلام أحمد في الايمان و أنه قول و عمل و يزيد و ينقص، و كلامه في القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، و إنكاره على من يقول: إن لفظه بالقرآن مخلوق يريد به القرآن. قال: و فيها حكى أبو عمارة و أبو جعفر أخبرنا أحمد شيخنا السراج عن أحمد بن حنبل أنه قال: اللفظ محدث. و استدل بقوله (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) قال: فاللفظ كلام الآدميين. و روى غيرهما عن أحمد أنه قال: القرآن كيف ما تصرف فيه غير مخلوق، و أما أفعالنا فهي مخلوقة. قلت: و قد قرر البخاري في هذا المعنى في أفعال العباد و ذكره أيضا في الصحيح، و استدل‌

بقوله (عليه السلام): «زينوا القرآن بأصواتكم».

و لهذا قال غير واحد من الأئمة: الكلام كلام الباري، و الصوت صوت القاري. و قد قرر البيهقي ذلك أيضا.

[و روى البيهقي من طريق إسماعيل بن محمد بن إسماعيل السلمي عن أحمد أنه قال: من قال:

القرآن محدث فهو كافر. و من طريق أبى الحسن الميموني عن أحمد أنه أجاب الجهمية حين احتجوا عليه بقوله تعالى: ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ يَلْعَبُونَ‌. قال: يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث، لا الذكر نفسه هو المحدث. و عن حنبل عن أحمد أنه قال: يحتمل أن يكون ذكر آخر غير القرآن، و هو ذكر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أو وعظه إياهم. ثم ذكر البيهقي كلام الإمام أحمد] [2] في رؤية اللَّه في الدار الآخرة، و احتج بحديث صهيب في الرؤية و هي زيادة، و كلامه في نفى التشبيه و ترك الخوض في الكلام و التمسك بما ورد في الكتاب و السنة عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) و عن أصحابه [و روى البيهقي عن الحاكم عن أبى عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأول قول اللَّه تعالى: وَ جاءَ رَبُّكَ‌ أنه جاء ثوابه. ثم قال البيهقي: و هذا إسناد لا غبار عليه.] [3]

و قال الإمام أحمد: حدثنا أبو بكر بن عياش ثنا عاصم عن زر عن عبد اللَّه- هو ابن مسعود-


[1] تقدم أن الرحلة الثانية للشافعي كانت سنة ثمان و تسعين و مائة.

[2]، (3) زيادة من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست