responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 322

(بها قوما ليسوا بها بكافرين) و يشير إلى أحمد بن حنبل و أصحابه. و قال بعضهم: رأيت في المنام كأن قائلا يقول: هلك الليلة أحمد بن أبى دؤاد. فقلت له: و ما سبب هلاكه؟ فقال: إنه أغضب اللَّه عليه فغضب عليه من فوق سبع سماوات. و قال غيره: رأيت ليلة مات ابن أبى دؤاد كأن النار زفرت زفرة عظيمة فخرج منها لهب فقلت: ما هذا؟ فقيل هذا أنجزت لابن أبى دؤاد.

و قد كان هلاكه في يوم السبت لسبع بقين من المحرم من هذه السنة، و صلى عليه ابنه العباس و دفن في داره ببغداد و عمره يومئذ ثمانون سنة، و ابتلاه اللَّه بالفالج قبل موته بأربع سنين حتى بقي طريحا في فراشه لا يستطيع أن يحرك شيئا من جسده، و حرم لذة الطعام و الشراب و النكاح و غير ذلك.

و قد دخل عليه بعضهم فقال: و اللَّه ما جئتك عائدا و إنما جئتك لأعزيك في نفسك و أحمد اللَّه الّذي سجنك في جسدك الّذي هو أشد عليك عقوبة من كل سجن، ثم خرج عنه داعيا عليه بأن يزيده اللَّه و لا ينقصه مما هو فيه، فازداد مرضا إلى مرضه. و قد صودر في العام الماضي بأموال جزيلة جدا، و لو كان يحمل العقوبة لوضعها عليه المتوكل. قال ابن خلكان: كان مولده في سنة ستين و مائة.

قلت: فعلى هذا يكون أسن من أحمد بن حنبل و من يحيى بن أكثم الّذي ذكر ابن خلكان أن ابن أكثم كان سبب اتصال ابن أبى دؤاد بالخليفة المأمون، فحظي عنده بحيث إنه أوصى به إلى أخيه المعتصم، فولاه المعتصم القضاء و المظالم، و كان ابن الزيات الوزير يبغضه، و جرت بينهما منافسات و هجو، و قد كان لا يقطع أمرا بدونه. و عزل ابن أكثم عن القضاء و ولاه مكانه، و هذه المحنة التي هي أس ما بعدها من المحن، و الفتنة التي فتحت على الناس باب الفتن.

ثم ذكر ابن خلكان ما ضرب به الفالج و ما صودر به من المال، و أن ابنه أبا الوليد محمد صودر بألف ألف دينار، و مائتي ألف دينار، و أنه مات قبل أبيه بشهر. و أما ابن عساكر فإنه بسط القول في ترجمته و شرحها شرحا جيدا. و قد كان الرجل أديبا فصيحا كريما جوادا ممدحا يؤثر العطاء على المنع، و التفرقة على الجمع. و قد روى ابن عساكر باسناده أنه جلس يوما مع أصحابه ينتظرون خروج الواثق فقال ابن أبى دؤاد إنه ليعجبني هذان البيتان:

ولى نظرة لو كان يحبل ناظر* * * بنظرته أنثى لقد حبلت منى‌

فان ولدت ما بين تسعة أشهر* * * إلى نظر ابنا فان ابنها منى‌

و ممن توفى فيها من الأعيان أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي أحد الفقهاء المشاهير. قال الامام أحمد: هو عندنا في مسلاخ الثوري. و خليفة بن خياط أحد أئمة التاريخ و سويد بن سعد الحدثانى و سيد بن نصر. و عبد السلام بن سعيد الملقب بسحنون أحد فقهاء المالكية المشهورين. و عبد الواحد ابن غياث. و قتيبة بن سعيد شيخ الأئمة و السنة. و أبو العميثل عبد اللَّه بن خالد كاتب عبد اللَّه بن‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست