responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 321

و برذونا و فرسا و جارية. و قال له: لو أعلم مركوبا غير هذا لأعطيتك. ثم أورد الخطيب بأسانيده عن جماعة أخبارا تدل على كرمه و فصاحته و أدبه و حلمه و مبادرته إلى القضاء الحاجات، و عظيم منزلته عند الخلفاء. و ذكر عن محمد المهدي بن الواثق أن شيخا دخل يوما على الواثق فسلم فلم يرد عليه الواثق بل قال: لا سلم اللَّه عليك. فقال: يا أمير المؤمنين بئس ما أدّبك معلمك. قال اللَّه تعالى‌ وَ إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها فلا حييتنى بأحسن منها و لا رددتها. فقال ابن أبى دؤاد يا أمير المؤمنين الرجل متكلم. فقال: ناظره. فقال ابن أبى دؤاد: ما تقول يا شيخ في القرآن أ مخلوق هو؟ فقال الشيخ: لم تنصفني، المسألة لي. فقال: قل. فقال: هذا الّذي تقوله علمه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و أبو بكر و عمر و عثمان و عليّ أو ما علموه؟ فقال ابن أبى دؤاد: لم يعلموه. قال: فأنت علمت ما لم يعلموا؟ فخجل و سكت. ثم قال أقلنى بل علموه، قال: فلم لا دعوا الناس إليه كما دعوتهم أنت، أما يسعك ما وسعهم؟ فخجل و سكت و أمر الواثق له بجائزة نحو أربعمائة دينار فلم يقبلها. قال المهدي:

فدخل أبى المنزل فاستلقى على ظهره و جعل يكرر قول الشيخ على نفسه و يقول: أما وسعك ما وسعهم؟ ثم أطلق الشيخ و أعطاه أربعمائة دينار و رده إلى بلاده، و سقط من عينيه ابن أبى دؤاد و لم يمتحن بعده أحدا. ذكره الخطيب في تاريخه باسناد فيه بعض من لا يعرف، و ساق قصته مطولة. و قد أنشد ثعلب عن أبى حجاج الأعرابي أنه قال في ابن أبى دؤاد:

نكست الدين يا ابن أبى دؤاد* * * فأصبح من أطاعك في ارتداد

زعمت كلام ربك كان خلقا* * * أما لك عند ربك من معاد

كلام اللَّه أنزله بعلم‌* * * على جبريل إلى خير العباد [1]

و من أمسى ببابك مستضيفا* * * كمن حلّ الفلاة بغير زاد

لقد أطرفت يا ابن أبى دؤاد* * * بقولك إنني رجل إيادي‌

ثم قال الخطيب: أنبأ القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللَّه الطبري قال: أنشدنا المعافى بن زكريا الجريريّ عن محمد بن يحيى الصولي لبعضهم يهجو ابن أبى دؤاد:

لو كنت في الرأى منسوبا إلى رشد* * * و كان عزمك عزما فيه توفيق‌

و قد تقدمت هذه الأبيات.

و روى الخطيب عن أحمد بن الموفق أو يحيى الجلاء أنه قال: ناظرنى رجل من الواقفية في خلق القرآن فنالني منه ما أكره، فلما أمسيت أتيت امرأتي فوضعت لي العشاء فلم أقدر أن أنال منه شيئا، فنمت فرأيت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في المسجد الجامع و هناك حلقة فيها أحمد بن حنبل و أصحابه، فجعل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يقرأ هذه الآية فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ و يشير إلى حلقة ابن أبى دؤاد (فقد وكلنا)


[1] كذا في الأصل و الوزرة غير مستقيم.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست