نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 320
ما فعلها أحد. و عفا عنه. قال الخطيب: حدثني الأزهري ثنا أحمد بن عمر الواعظ حدثنا عمر بن الحسن بن على بن مالك حدثني جرير بن أحمد أبو مالك قال: كان أبى يعنى أحمد بن أبى دؤاد- إذا صلى رفع يديه إلى السماء و خاطب ربه و أنشأ يقول:
ما أنت بالسبب الضعيف و إنما* * * نجح الأمور بقوة الأسباب
و اليوم حاجتنا إليك و إنما* * * يدعى الطبيب لساعة الأوصاب
ثم روى الخطيب أن أبا تمام دخل على ابن أبى دؤاد يوما فقال له: أحسبك عاتبا، فقال: إنما يعتب على واحد و أنت الناس جميعا. فقال له: أنى لك هذا؟ فقال: من قول أبى نواس:
و ليس على اللَّه بمستنكر* * * أن يجمع العالم في واحد
و امتدحه أبو تمام يوما فقال:
لقد أ لست مساوى كل دهر* * * محاسن أحمد بن أبى دؤاد
و ما سافرت في الآفاق إلا* * * و من جدواك راحلتي و زادي
نعم الظن عندك و الأماني* * * و إن قتلت ركابي في البلاد
فقال له: هذا المعنى تفردت به أو أخذته من غيرك؟ فقال: هو لي، غير أنى ألمحت بقول أبى نواس:
و إن جرت الألفاظ يوما بمدحة* * * لغيرك إنسانا فأنت الّذي نعنى
و قال محمد بن الصولي: و من مختار مديح أبى تمام لأحمد بن أبى دؤاد قوله:
أحمد إن الحاسدين كثير* * * و مالك إن عد الكرام نظير
حللت محلا فاضلا متقادما* * * من المجد و الفخر القديم فخور
فكل غنى أو فقير فإنه* * * إليك و إن نال السماء فقير
إليك تناهى المجد من كل وجهة* * * يصير فما يعدوك حيث يصير
و بدر إياد أنت لا ينكرونه* * * كذاك إياد للأنام بدور
تجنبت أن تدعى الأمير تواضعا* * * و أنت لمن يدعى الأمير أمير
فما من يد إلا إليك ممدّة* * * و ما رفعة إلا إليك تشير
قلت: قد أخطأ الشاعر في هذه الأبيات خطأ كبيرا، و أفحش في المبالغة فحشا كثيرا، و لعله إن اعتقد هذا في مخلوق ضعيف مسكين ضال مضل، أن يكون له جهنم و ساءت مصيرا. و قال ابن أبى دؤاد يوما لبعضهم: لما لم لا تسألنى؟ فقال له: لأني لو سألتك أعطيتك ثمن صلتك. فقال له:
صدقت. و أرسل إليه بخمسة آلاف درهم.
و قال ابن الأعرابي: سأل رجل ابن أبى دؤاد أن يحمله على عير فقال: يا غلام أعطه عيرا و بغلا
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 320